موقع أنصار الله ||مقالات ||عبد الكريم الوشلي
ترامب ودورُ "الحكواتي" المنوِّم لم يفلح، بل سقط بفعلِ كواشف الأحداث وسقطت معه أساطيرُ نأي أمريكا بنفسِها عن عدوان لاعب الشر الإجرامي الدموي في المنطقة اللاعبِ الصهيوني وجرائمه -سواء في غزة أَو في إيران- وما يحصل اليوم من مواجهة مباشرة مع هذا العدوّ أَو في سوى ذلك من مناطقِ عربدة هذا العدوّ ومن معه وعلى رأسهم الأمريكي الذي تبقى حقيقة أنه بواقعه كشيطان عدواني إجرامي أكبر هو شريكٌ فاعل كامل بل قائد وموجِّه من الخلف لكل ما يُقدِمُ عليه كَيانُ الشر وهو قاعدة أمريكا والناتو المتقدِّمة في هذه المنطقة..
وهذه حقيقةٌ تم دائمًا الالتفافُ عليها في كُـلِّ جريمة يرتكبُها الصهيوني وعُمِلَ على دفنها دعائيًّا وإعلاميًّا بالتضليل والمراوَغات والمناورات والخِداع السياسي الشيطاني قدرَ الإمْكَان، وعندما يسقط القناعُ وتتبدد غيوم الخداع في كُـلّ مرة وينكشف الكاذبون يبدأ رأسُهم المجرمُ الكاذب المراوغ (الأمريكي) بتقطير الإقرارِ بالحقيقة المُغيَّبة والمُلتفِّ عليها والاعتراف المتدرجِ بها كحقيقة تعرضت للتغييب بتلك الأساليب والطرق الماكرة..
وما ينطبق على أمريكا في هذه الحيثية تحديدًا ينطبقُ على البريطاني والفرنسي والإيطالي والألماني وسواهم من المنتظِمين في سلك الحِلف الأطلسي؛ فهم حاضرون بشكل أَو سواه في عربدات صنيعهم الصهيوني العدواني وإن ناوروا وداوروا وأجادوا اللعبَ على حبال التنصل والتخفِّي والتلوُّن أيَّما إجادة..
وعلى ذلك وفي ضوء ما يجري اليوم بين إيران وكيان العدوّ المجرم المارق.. فارتدادُ سهم العدوان على جبين مُطلقه وإصرار المعتدي الصهيوني المدفوعِ بمشغِّليه الأمريكي والغربيين على مواصلة عدوانهم السافر الأرعن على الجمهورية الإسلامية الإيرانية رغم ما ألحقه ردُّها المُحق والصارم والقوي والموجع بجبهة هؤلاء الأعداء المتقدمة الكيان الصهيوني، يُظهِرُ على نحوٍ كافٍ أنهم يبيِّتون نيةَ التصعيد والمواصلة لعدوانهم وربما توسيعِه بالدخول مباشرة فيه من قبل الأمريكي والبريطاني والفرنسي والألماني ومن إليهم، رغم شراكتهم ودورهم الفاعل فيه من وراء واجهات النفاق والخداع التي لطالما تمترسوا بها.
وما بعد ضغوطِهم السياسية ومساعيهم المحمومة التي يمارسونها على إيران اليوم في الخفاء والعلن للنيلِ من حقها المشروع في الدفاع عن نفسها إلا كُـلُّ ما لا نشك في أنه داخل في صميم حسابات قيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن يشاركونها شرفَ هذا الخندق الجهادي المشرِّف في وجه طغاة هذا العصر وعُتاة مجرميه، واليمن -بكل تأكيد وكما أكّـد السيد القائد (ح)- في صدارة الحائزين لوسام هذا الشرف المنيف.
فليكن إذًا ما يكون.. والواقع بكل ما في أُفُقِه من سيناريوهات وطبخات عدوانية يجري إعدادها في الأروقة المعتمة ليس غائبًا عن دائرة الوعي والحسابات النبيهة المطلوبة.
وعليه فالغربُ الراعي لمشروع الهيمنة على هذه المنطقة واستلابها لا يبدو في واردِ التخلِّي عن مشروعه الخبيث ورأس حِربته المزروع في فلسطين رغم الخسائر والإخفاقات والضربات التي تعرض ويتعرض لها..
لكن الواقع يقول أَيْـضًا إن لقيطةَ هذا الغرب المتربِّص وصنيعته الرقطاء "إسرائيل" في حالة انهيار وشبه موت سريري منذ ٧ أُكتوبر ٢٣م؛ بسَببِ صمودِ المقاومة الفلسطينية وتوالي ضربات المحور وعمليات جبهاته الفاعلة وُصُـولًا إلى الضربات القاصمة والمدمّـرة والمميتة التي انطوى عليها الرد الإيراني على العدوان الأخير أَو عملية "الوعد الصادق٣" المتوالية الجولات..
وهذه متغيراتٌ جديرٌ بالمَعنيين في منتَظَمات قوى الهيمنة الراعية لغُدة الشر والعدوان المترنحة أخذُها في الاعتبار والحُسبان لو بقيَ لديهم باقٍ من عقل، لكنّ مشكلة الغرب الصهيوني المستكبر الطامع العُنصري أنه بعقليته الشيطانية المحكومة بهذه العاهات المزمنة لا ينظرُ إلى منطقتنا وشعوبها على الدوام إلا بنظرةِ السيد إلى خادمه والمالك إلى مملوكه والمتكبر المستأثر إلى من يرى فيه قيمةً مستباحةً له وساحةً هو من يملِكُ مفاتيحها ومقاليدها..
ولذلك فحسب هذه العقليةُ المدمّـرة المريضة كان المطلوب من إيران أن تتلقى العدوان الصهيوني الغادر الموجه والمدعوم من هذا الغرب الجائر دون أن تحَرّك ساكنًا أَو تتحلى بـ "ضبط النفس" كما يقولون!
وهذا منطق لم يعد له أدنى مسوِّغٍ أَو قبول وبات من مخلفات ماض لن يعود.