في غمار أحداث متسارعة، وتحديات كبرى تعصف بالمنطقة، تتجلى اليوم صورة الجمهورية الإسلامية الإيرانية كـ "رأس حربة مجتمع الإيمان"، في مواجهة شركٍ عالميٍّ تحالف ضده كُـلّ الحاقدين على الإيمان.

أثبتت إيران، من خلال ردها القاسي على الكيان الصهيوني المحتلّ، أنها تسترشدُ بـمبدأٍ إلهيِّ لا يلتفتُ إلى تهديدات العدوّ أَو تصريحاته، بل ينطلقُ من يقينٍ عميقٍ بأن النصر الحقيقي لا يأتي إلا بالإقدام والشجاعة.

إن الرد الإيراني الأخير لم يكن مُجَـرّد عملية عسكرية عابرة، بل كان بيانًا عمليًّا لمفهوم "اقتحام الموت بأشجع ما لديهم من حياة". فبينما يرى البعض في الحياة غايةً يُخشى عليها من الموت، تتجلى الرؤية الإيرانية في أن الخوف من الموت هو الجُبن المميت. هذا المنطق هو ما يصنع النصر الحقيقي، ليس عبر الشعارات الفارغة أَو الكلام المنمق، بل عبر التقدم والتضحية لأجل ألفي مليون مستضعف ينتظرون الفرج.

موقفٌ إيرانيٌّ يذكّر بصدى خيبر وكربلاء، يأتي ليؤكّـد حقيقة أخبرنا عنها اللهُ في كتابه عن طبيعة العدوّ الصهيوني: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ).

حرصٌ مُذِلٌّ على الحياة ما يقودهم نحو المذلة والهوان أمام الضربات الموجعة. إننا كـ "مجاهدين واعين" وكل أبناء هذه الأُمَّــة الإسلامية، نرى اليوم بأُمِّ أعيننا كيف أن هذا الحرصَ يقودُ العدوَّ نحوَ نهايتِه المحتومة، خَاصَّةً بعد أن ذاقوا بأسَ "أبناءَ حيدر الكرار".

إن معركةَ إيرانَ اليومَ ليست معركةً عسكريةً فحسب، بل هي معركةُ وعي وإيمان، معركةٌ تستمدُّ قوتَها من عقيدة راسخة بأن الحق أقوى من الباطل، وأن الصبرَ والثباتَ هما مفتاحُ النصر.

إيرانُ اليومَ تُبارِزُ الشِّرَكَ كُلَّه، وتتصدى لمؤامرات تستهدف وجود الأُمَّــة وهُويتها، مؤكّـدة أن محور المقاومة هو السبيل الوحيد للعزة والكرامة.