إن إعلاء كلمة الله وإقامة شريعته وحفظ البلاد الإسلامية لا يقوم به إلا رجال يتسمون بالصلاح والتقوى في السر والعلن.
وقد نهضت الجمهورية الإسلامية في إيران بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وإحياء فريضة الجهاد القرآني؛ في عصر مضطرب سادت فيه الصهيونية اليهودية في أمريكا، وأفسدت على أرض فلسطين. وبعض العرب غارقون في سباتهم وانقساماتهم الطائفية والمذهبية، والبعض منشغل بمراكز اللهو والترفيه.
ولما رأى العدوّ الصهيوني في أمريكا و(إسرائيل) يقظة الجمهورية الإسلامية في إيران التي رفعت راية الإسلام، وتبنت فريضة الجهاد نصرة للمظلومين من أبناء فلسطين والذي تسيل أنهارٌ من دمائهم بيد اليهود في غزة فأرادت قوى الاستكبار أن تجهض جهود دولة إيران الإسلامية، فشنت عدوانًا أرعن على المفاعلات النووية في الجمهورية الإسلامية في إيران؛ بغية إخضاعها، وإذلالها، متجاهلة ما تحمله هذه الدولة من مثل وأخلاق إنسانية وإسلامية، وأن الله سبحانه وتعالى قد جعل لها من القوة والقدرة والهيبة ما يمكّنها من رد الصاع صاعين، ويجعلها تُلحِق بالعدوّ هزيمةً نكراءَ، وتجتثُّ شجرة الشر من جذورها؛ لأَنَّ الله سبحانه وتعالى أعطاها الحق في الرد على العدوان؛ فقد جاء في القرآن العظيم: (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ).
مبادئ الشريعة الإسلامية ونصوص وأحكام القرآن هو المحرك الأَسَاس للأُمَّـة الإسلامية في دولة إيران الإسلامية، وفي اليمن وفلسطين ولبنان، ولدى من لديه إيمان بتحريم الاعتداء والإفساد في الأرض، فالإيمان يشحذ الهمم ويحرك الأحاسيس والمشاعر فتستجيب القلوب لنداء الحق والجهاد في سبيل الله استجابة للقرآن (وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ، وَالَّذِينَ إذَا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ، وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها).
إن إحياء شريعة الله، وضرب المعتدي ضربة قاصمة تنكسر بها شوكته، ويندفع بها شره، باب الفلاح ومفتاح النصر: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ).
فحرب الأمريكان وغدرهم ومناصبتهم العداءَ لأولياء الله سيكون سببًا في هزيمتهم وهلاكهم، كما أهلك الله الظلمة والكفار من قبلهم وهم يتحدون رسل ربهم: (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَو لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ، وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأرض مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ).
إن شيطان الإنس الأكبر أمريكا واليهود، حينما استجابوا للشيطان الذي سول لهم فهاجموا دولة إيران الإسلامية، وقتلوا الأبرياء في فلسطين، فغدرهم وظلمهم سيكون سببًا في هزيمتهم وهلاكهم، فمحاربتهم للمسلمين في فلسطين وطهران هي في الواقع إنما هو محاربة لأولياء الله التي هي محاربة لله ومغالبة لله، (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَو يُصَلَّبُوا أَو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَو يُنْفَوْا مِنَ الأرض ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الآخرة عَذابٌ عَظِيمٌ).
سيهزم جموعهم، وسيولون الأدبار، وسيصيح بهم الشيطان كما صاح مع أسلافهم: (وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أنفسكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).
فمن أساء التدبير سيره الأمر إلى هلاك وتدمير.
إن شعب إيران المسلم ورجال المقاومة في الجمهورية اليمنية ولبنان وفلسطين يملكون من الشجاعة التي تجعلهم يثبتون في المعركة حتى النهاية، ويملكون من الصواريخ والطائرات والإمْكَانيات التي يستخدمونها بحزم ورباطة جأش ما يجعلهم يقفون صَفًّا واحدًا في وجه هذا العدوّ الغاشم الذي يعتدي على الأطفال والنساء والشيوخ، ويسفك الدماء، ويقوم بضرب المنشآت الحيوية برعونة وطيش منتهكا لكل القوانين الإنسانية: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ).
إن رجال الدولة الإسلامية في إيران ومحور المقاومة وهم يردون على العدوان، ويسعون إلى استئصال دابر الفساد، واقتلاعه من جذوره امتثالًا لأوامر الله، وإنقاذًا للمستضعفين من عباده يتحلون بالغلظة والحزم تجاه المعتدين، التي أمرهم الله بها: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً)، (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّـهِ).
إن المسلم حينما يرى هذا العدوَّ قد جاء من أمريكا بطرًا ورئاء يقصف المسلمين في ديارهم ظلمًا واستعلاء فَــإنَّه يرد على الظالم بغيه وعدوانه بعزة وثبات فهو لا يخاف مؤامراتهم وصواريخهم فتلك صفة يتحلى بها المؤمنون أخبرنا الله عنها في كتابه: (يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ).
إن إيران الإسلامية تعرف ظروف الحرب ولوازمها، وقد أعدت له العدة اللازمة؛ لذا فالواجب على كافة الدول الإسلامية أن تقف صَفًّا واحدًا مع محور المقاومة ودولة إيران الإسلامية، فَــإنَّ الله ناصرهم ومؤيدهم، فمن ينصره الله فلا غالب له: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ). فالمؤمنون بعضهم أولياء بعض (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئك سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
أما من اتخذ وليًّا من دون المؤمنين فقد أدخل نفسه في عداد المنافقين: (بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذابًا أَلِيمًا، الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أولياء مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا).
لقد أرشد القرآن المسلم لمن يعطي ولاءَه، ولن يعجز المسلمون عن موالاة أنصار الله وحزبه الذي يواجهون المعركة الفاصلة بين الحق والباطل: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْغالِبُونَ).
وعَمَّا قريب نشهد نصر إيران الإسلامية ومحور المقاومة في يمن الإيمان والحكمة ولبنان وفلسطين، ودك عروش الصهيونية اليهودية وإزاحتهم من المنطقة بإذن الله: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّـهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.