حين تُفشِل القيادة الربَّانية مؤامراتِ الداخل والخارج..
في زمن انكشفت فيه الأقنعة، واصطفت فيه الشعوب الحرة في وجه الطغيان الصهيوني،
اختار اليمن موقفًا بطوليًّا ثابتًا، إلى جانب أهله في غزة، ليؤكّـد أنه ليس مُجَـرّد بلد جريح، بل روح أُمَّـة وضمير مقاوم.
لكن هذا الموقف التاريخي والمشرّف لم يمرّ دون ثمن. فقد كثرت المؤامرات وتعددت الوجوه المتآمرة، من صهاينة، إلى عرب انبطاحيين، إلى خونة الداخل المأجورين.
ورغم ذلك، تكسّرت كُـلّ هذه المؤامرات على صخرة الوعي الشعبي، وعلى صلابة قيادة استثنائية، ربانية، صنعت من الإيمان قوة لا تُقهر.
اليمن في مرمى الاستهداف:
لأنّه وقف مع غزة، لم يكن مستغرَبًا أن يتصدر اليمن مشهد الدعم العملي والصريح لغزة، لا بالكلمات فقط، بل بالصواريخ والمواقف والصرخة.
لكن هذا الدعم أثار الذعر في تل أبيب، التي رأت في اليمن تهديدًا حقيقيًّا لمشروعها، في الرياض وأبوظبي، اللتين خشيتا انكشافَ تطبيعهم وخيانتهم أمام شعوبهم، في أروقة الاستخبارات الغربية، التي فشلت في إخضاع هذا البلد الجبلي الثائر رغم سنوات الحصار والحرب.
وهكذا، اجتمع الحقد الداخلي والخارجي في "طبخة خبيثة" جديدة، هدفها إسقاط اليمن من الداخل بعد أن عجزوا عن إسقاطه من الخارج.
من المؤسف أن يكون من بين المتآمرين "يمنيون بالاسم فقط"، عملاء بالولاء، خانوا بلدهم لصالح عروش الذهب والقصور.
ها هم اليوم يعيدون إنتاج "الأشخاص المرتهنين" للخارج.. في محاولة لإعادتهم إلى المشهد كـ "منقذين مزيفين"، بينما هم في الحقيقة أدوات مهانة، صنعتها غرف السفارات وقاعات المخابرات. لكن الشعب اليمني أصبح أذكى من أن يُخدع، وأعمق وعيًا من أن يُضلل. فقد خبر الخيانة، وذاق مرارتها، ولن يسمح بإعادة إنتاج رموز الفساد والارتهان.
في هذا الزمن المشوّه، الذي فقدت فيه كثير من الدول بُوصلتها، حَبَا اللهُ اليمنَ بقيادة ربانية استثنائية، على رأسها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي — قيادة تتكلم بلسان القرآن، وتفكر بعقل الأُمَّــة، وتتحَرّك بروح الشهيد.
هذه القيادة: أفشلت مشاريع التقسيم والطائفية. أحرجت العدوّ الصهيوني وأربكته. حصّنت الداخل بالثقافة القرآنية.
حافظت على كرامة اليمن وسط عالم يُباع فيه الشرف مقابل المال. إنها ليست مُجَـرّد قيادة سياسية، بل مشروع إيماني ثوري تحرّري، يجب أن نحافظ عليه كما نحافظ على الوطن؛ لأَنَّه بدونها نعود إلى زمن الذل والتبعية والعمالة.
المرحلة القادمة مفصلية وخطيرة:
الأعداء يطبخون مؤامرات يومية في ليل الخيانة. أدوات الداخل تتحَرّك بهدوء لتفجير الوضع من الداخل. الإعلام المأجور يشوّه وعي الناس ويدعو للاستسلام.
لذلك، على كُـلّ حرّ يمني أن:
يصطفَّ مع قيادته دون تردّد. يدرك قيمة هذه المرحلة التاريخية. لا يساوي بين الصادق والعميل،
بين من ضحى ومن خان. يقف الجميع صفًّا واحدًا دفاعًا عن السيادة، والكرامة، وفلسطين.
إلى أدوات الخارج:
كفى انبطاحًا وارتزاقًا. اليمن ليس للبيع، ولن يُحكَمَ مرة أُخرى من قصور الرياض أَو سفارات أبوظبي.
إلى الشعوب العربية:
تعلّموا من اليمن:
واسألوا أنفسكم من وقف مع فلسطين بصدق؟
ومن باعها؟ من قاوم ومن خان؟ التاريخ يسجل.
إلى الصهاينة وأسيادهم:
اليمن سيبقى سيفًا مُشرَعًا في وجهكم، وغزة لن تُترك وحدَها. وإن استمررتم؛ فَــإنَّ مصالحكم الحيوية في مرمى النيران اليمنية.
ونصيحة لمن يفكر بالمؤامرة، اليمن اليوم ليس مُجَـرّد بلد؛ إنه مدرسة. إنه آية في الصبر، ومعجزة في الصمود.
وإن كانت المؤامرات تتكاثر، فَــإنَّ الوعي يتعاظم. وإن كَثُرَ المتربِّصون، فَــإنَّ الثابتين أكثر. وإن باع البعضُ وطنَهم، فَــإنَّ في اليمن رجالًا عاهدوا الله أن لا يُخذلوه، ولن يُخذلوا.
وختامًا أقول: "لن نجد مثل هذه القيادة الربانية... فلنكن معها بكل وعينا وإيماننا وقوتنا".