"الرايةُ السوداء" هكذا عنون العدوُّ الصهيوني عدوانَه على اليمن، وكأنّها راية نصر أَو جولة هيبة، لكنّها لم تكن سوى كفنٍ رمزيٍّ لحلمٍ خائب، سَرعانَ ما انقلب كابوسًا يطارده في عرض البحر وتحت سماء اليمن

لم تكن "الراية السوداء" سوى غيمة توهّمها العدوّ غطاءً لجرائمه، فإذا بها تنقلب سحابة صيف تتبخّر تحت شمس الباس اليماني لتتحوّل إلى رماد يُذرَّى في بحر العرب ومضيق باب المندب.

تخيَّلوا الغطرسة: كَيانٌ بُنِيَ على القتل والخداع، يعلن الحرب على يمن الإيمان والحكمة، ويظنّ أن الأمر نزهة بحرية!

فما إن بدأ بالتحَرّك حتى تلقّت سفنُه (تحيةً يمنيةً) بلغة الصواريخ والطائرات المسيّرة.

تساقطت (راياتهم السوداء) قبل أن تلامسَ سارية الحرب، وغرقت سفنهم في أعماق البحر قبل أن تُكمل جملتها العسكرية الأولى، وأُجبرت مدمّـراتهم على التقهقر نحو الشمال خائبة، بعد أن تلقّت صفعاتٍ موجعةً من أبطال البحر والسماء اليمنية.

ليست المشاهد التي نراها في البحرِ الأحمر مُجَـرّدَ انتصارات عابرة، بل دروسٌ تُكتَبُ بمداد النار والكرامة… إنها رسالة واضحة: من يقترب من اليمن، تحترق قدماه في رماله، وتغرق سفنُه في مياهه، ويتكسّر غروره على صخرة رجاله.

أما الغرور الصهيوني فقد انكسر أمام الراية اليمنية، رايةٌ لم تُرفع إلا لتُذِلَّ الجبابرة، وتُعيد كتابة ميزان الردع من قلب صنعاء إلى أعماق المتوسط.

والأجملُ من هذا كله؟ أن العدوَّ بدأ يُسجّل صراخَه بنفسه، ينشر اعترافاتِه، يبث ذعرَه على الهواء، ويدعو شركات التأمين للنجاة من رعب اسمه: صنعاء.

ولأن القادم أعظم، نقولُها بملء اليقين:

 (الراية السوداء) كانت آخر ما امتلكوه قبل أن تُظلم عيونهم من أضواء الصواريخ اليمانية، التي لا تُخطئ أهدافَها ولا تعرف التراجع.

فاستعدوا… فصوتُ الموج القادم من اليمن، يحملُ في طياته بُشرى النصر، وشهادة الهزيمة الصهيونية المذلة… والقادمُ أعظم.