إن "الموت لأمريكا" من أكثر الشعارات التي أغضبت ترامب والفكر الوهَّـابي المتطرف، وحِين يقول ترامب: "لا أريد سماعَ "الموت لأمريكا" فهو يُدرك أن هذه الكلمة ليست مُجَـرّد هُتاف.. بل موقف يهز عرشه، ووعي يهدّد نظام الهيمنة.

لكن المُفجع أن يردّد خلفه بعضُ المصلين وأئمة الحديث العبارة نفسها!

فلماذا؟

لأنَّهم –بوعي أَو بدون وعي– ارتبطوا نفسيًّا وفكريًّا بثقافة الخضوع، لا ثقافة البراءة.

وحيثُ إن شعار الصرخة الذي رفعه القائد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي من منطقه مران بصعدة في عام 2003م كيف أثّر سلبيًّا على الأهداف والتوجّـهات، والعلاقات الواحد، لترامب والأيديولوجيات الوهَّـابية التي نشأت في شبة الجزيرة العربية.

وإن ما يُصرح بهِ ترامب من قرارات ظالمة بحق اليمن وفلسطين هي فقط ترجمة لمعتقدات دينية محرّفة مطبوعة بالصبغة الصهيونية.

وحيثُ إن مشكلةَ الكثير من أبناء أمتنا العربية والإسلامية، هو سعيهم للانفصال عن الدين والقيم والأخلاق الإيمَـانية، وتنحية القرآن جانبًا عن الصراع وعن إدارة شؤون الحياة، ما يعني التجرد من أهم سلاح في مواجهة أعداء الله، ويتحَرّكون بخرافات ينسبونها للدين، وهي أفكار نفعية ومادية منفصلة عن القيم والأخلاق والمبادئ.

لا أعتقد أن هنالك ظلمًا اليوم أشد من تبرير جرائم الأعداء وتهوينها ولفت النظر عنها وتحويل أولويات الشعوب المسلمة، عن مواجهة الخطر الحقيقي، المتمثل في (إسرائيل) وأمريكا إلى معارك جانبية لا تخدم سوى العدوّ "والوهَّـابية" تتمثل هذا الدور كأعمق ما يكون.

عُمُـومًا؛ نموذج ترامب والوهَّـابية اليوم هو واضح في سوريا الذي يسارع للتطبيع ويقتل فئات الشعب ويغض الطرف عن (إسرائيل) التي تحتل وتنتهك السيادة السورية كُـلّ يوم.

ونموذجنا في اليمن يشهد على صحة ما نعتقده ومواقفنا الواضحة مع فلسطين بشهادة أهلها وقادتها وتضحياتنا في هذا الخط خير دليل على مصداقيتنا وعلى الفكر الواحد الذي يجمع الطرفين ترامب والوهَّـابية.

قال تعالى: (بَشِّرِ الْـمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أولياء مِنْ دُونِ الْـمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعًا) صدق الله العظيم سورة النساء- آية (139)

 

الوهَّـابية وماذا قدمت للإسلام؟

سوى الطعن في ظهور المجاهدين وكل من يقف ضد (إسرائيل) وأمريكا والتشكيك في مواقفهم ليل نهار.

وماذا قدمت سوى فتاوى التحريض الطائفي والتكبير للذبح والسحل بحق المسلمين في دور لا يخدم سوى الفتنة والتناحر الداخلي الذي نتائجه حتمية لصالح (إسرائيل) وأمريكا؟

وماذا قدمت الوهَّـابية سوى نشر الأفكار المنحرفة والمفاهيم التضليلية ومحاولة حرف البوصلة عن العداء لليهود الذين لعنوا على ألسن الأنبياء، وتوجيه العداوة للمؤمنين المجاهدين في إيران ولبنان واليمن وفلسطين؟

أما آن الأوان للمخدوعين بالوهَّـابية أن يستيقظوا من غفلتهم ويراجعوا حساباتهم بعد أن سقطت الأقنعة وتهاوت الحجج وبان كُـلّ شيء على حقيقته؟!