الصورة النمطية التي كانت سائدة وعالقة في أذهان معظم الشعب اليمني إلى ما قبل بث قناة "العربية" لفيلمها الوثائقي أن الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح قد سقط مقاومًا ومدافعًا عن نفسه في وسط منزله..

أن يخرج نجلُه مدين صالح والمحيطون به وبوالده اليوم ويشطبون هذه الصورة كليًّا من أذهان الناس بـالقلم و«الأستيكة»، فهذا، في اعتقادي، قمة الحماقة والغباء..!

ليس هذا فحسب..

بل، ويؤكّـدون على صحة رواية أنصار الله..

بصراحة، لقد أوقعوا مؤيديهم في مأزق وحرج شديد..!

فأيُّ غباء هذا..؟

وأيةُ حماقة هذه..؟

يعني: الذين لفَّقوا سيناريو مقتل الرئيس الحمدي بمعية الفتيات الفرنسيات قبل أكثرَ من أربعين سنة، ما قد اعترفوا لليوم أنهم لفقوا واختلقوا ذلك السيناريو..

وأصحابنا هؤلاء الذين لفّقوا وروّجوا لسيناريو مقتل الرئيس صالح في منزله، ما قدروا يصبروا أكثر من سبع سنين؛ حتى طلعوا اليوم وأطاحوا بذلك السيناريو كليًّا..

ولصالح من..؟

لصالح أنصار الله..!

فعلًا، للغباء وجوه كثيرة..!

وهنا يأتي السؤال:

ما الذي، برأيكم، يجعل قناة "العربية" تختار خاتمة لهذا الفيلم الوثائقي فلاشةً قصيرةً للرئيس صالح يقول فيها: أعلمكم الزعامة، أعلمكم القيادة، أعلمكم الفن..؟

هل هو غباء منها يعني..؟

أم أنها ـ ربما ـ أرادت بذلك مكرًا الإشارة إلى أن ضيوفَها المتحدثين في هذا الفيلم الوثائقي لا يفقهون شيئًا في فنون السياسة والزعامة والقيادة..؟

بصراحة، لا أدري..

كل الذي أدريه فقط هو أن هذه القناة العبرية الهوى قد وقعت، وأوقعت بضيوفها المتحدثين أَيْـضًا من حَيثُ لا تشعر ولا يشعرون، وبصورة لم يكونوا ليحسدوا عليها لولا أنها قد اختارت الخوض في هذا الملف، وفي هذا التوقيت بالذات..

وصدق الله العظيم القائل:

﴿ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله﴾

نقطة انتهى.