لو نحسبها مثلًا بالقلم والمسطرة ووفقَ المعطيات المذكورة أعلاه، لوجدنا أن «أنصار الله» بصراحة هم من يمثلون هذه الثورة. وهم من يحق له أن يحتفل بها. لا أحد سواهم.
من يقول اليوم: إن «أنصار الله» ضد ثورة الـ26 من سبتمبر، هم أنفسهم الذين قالوا عنهم بالأمس إنهم (انقلابيون) و(روافض) و(مجوس).
يعني لا جديد تحت الشمس.
الأبواق. الأبواق. والمستثمرون. المستثمرون. والممولون. الممولون.
والرعاة. الرعاة. والمحصلة ماذا؟ صفر على الشمال كالعادة.
لماذا؟ لأن فاقد الشيء لا يعطيه، أو كما يقولون.
ومن لا يملك حق الوصاية على نفسه، لا يمكن له بأي حال من الأحوال أن يفرضه على ما سواه.
هكذا تقول المعادلة باختصار.
على أية حال، الثورة ليست مُجَـرّد (شعارات) منمقة ترفع في المحافل والساحات.
ولا أهازيج وأغان تردّد في الطرقات.
ولا أكاذيب وأراجيف تلفق.
ولا شائعات تروَّج.
الثورة أَيْـضًا ليست مادةً للاسترزاق،
ولا وسيلة للاستثمار.
ولا استغلال سياسي رخيص.
الثورة مبادئ وقيم تجسد،
وأهداف تحقّق،
وأفكار سامية تترجم على الأرض.
الثورة كرامة.
وحريّة واستقلال.
الثورة أخلاق تتسامى،
ومواقف تتحدّث،
وعناوين بارزة تتجلّى.
هذه هي الثورة.
وكذلك كانت ولا تزال وستظل ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة.
وهنا يأتي السؤال:
(والسؤال بطبيعة الحال موجَّهٌ لكم أنتم أيها المزايدون والمتباكون):
من برأيكم الأقرب إلى هذه الثورة؟
من يحق له اليوم أن يمثلها؟
أو يحتفل بها؟
أنتم يعني؟
أم أنصار الله؟
أم مَن يا ترى؟
بسيطة.
تعالوا نحسبها.
لو نحسبها مثلًا بالقلم والمسطرة ووفقَ المعطيات المذكورة أعلاه، لوجدنا أن «أنصار الله» بصراحة هم من يمثلون هذه الثورة.
وهم من يحق له أن يحتفل بها.
لا أحد سواهم.
ولو زدنا واستعنا ببقية المقاييس والأوزان والقيم الحسابية والهندسية الأُخرى، لتوصلنا أَيْـضًا إلى نفس النتيجة المثبتة سابقًا.
ذلك أنهم وَحدَهم فقط اليومَ على الساحة اليمنية من يجسِّدون فعليًّا أهمَّ أهداف ومبادئ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر،
لا أنتم.
حتى وإن تباكيتم.
أو تداعيتم ورفعتم شعارات الجمهورية والثورة والحريّة والاستقلال.
لا قيمة لذلك.
وما قيمة أن تفعلوا ذلك أصلًا؟
أن تصطنعوه وأنتم مرتهِنون في قبضة العدوّ التقليدي والتاريخي لهذه الثورة؟
وأنتم تأتمرون بأمره وتعملون على حماية وحراسة مصالحه لا مصالح هذه الثورة؟
لذلك لا داعي للمزايدة.
ولا للمغالطة ولا للتباكي كَثيرًا.
فالشعب اليمني قد بات يعرفُ جيدًا:
من هم السبتمبريون الحقيقيون.
ومن هم المقلدون أَو (الفالصو).
وأنّا نحن الأحرار.
والثوار.
ونحن السبتمبريون.
لا أنتم.
رُفعت الجلسة.