يا أيها الذي ضُربت عليه الذلة والمسكنة، وباء بغضب من الله، ولعن على لسان النبيين.
أحسبت أن عصابات النفاق والعمالة والارتزاق سيحققون لك ما عجزوا عن تحقيقه بدعم أمريكي وإقليمي طيلة عشر سنين؟ . أم ظننت أن حشودكم ومؤامراتكم ستخيفنا أو ستثنينا عن دعم وإسناد المستضعفين المجاهدين الثابتين في غزة وفلسطين؟
أو أننا في غفلة عن مكركم إذ أنتم تمكرون؟ إن أولئك الذين جاؤوا بك إلى عقر دارهم يمنونك ويوهمونك أعجز من أن ينالوا من عباد الله الصالحين. ولقد نبأنا الله من أمركم وأمرهم بقوله عز من قائل:
( أَلَـمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )من سورة الحشر- آية (11)
فلقد غركم انبطاحهم وزيف وعودهم، والأموال السعودية التي سيقَت إليهم، ليخرج وزير دفاعكم متبجحاً بقوله (إنه سيرفع العلم الإسرائيلي في صنعاء) بعد حين. هيهات لك ذلك، وصنعاء عاصمة يمن الحكمة والإيمان، وموطن الجهاد والإسلام، وقادتها الهداة الربانيون الأعلام، وشعبها شعب لا يقبل بالضيم فلا يُضام.
وكيف تتبجحون بذلك وأنتم أَوْهَن من بيت العنكبوت، وأعجز من أن ترفعوا أعلامكم على سفنكم التي تمر من البحر خوفاً ورعباً من أن تنالها صواريخ ومسيرات القوات المسلحة اليمنية، التي إن وصلت إلى عقر مستوطناتكم فررتم إلى الملاجئ من بأسها وأنتم داخرون.
وإننا في يمن الإيمان والحكمة لكم وأدواتكم ومنافقيكم ومن والاكم لبالمرصاد، أيها الغاصبون المحتلون المجرمون. ولتعلموا علم اليقين أن اليمن بقائده العظيم وقواته المسلحة وشعبه الكريم يعد العدة لمواجهة طويلة الأمد، لن تنتهي إلا بنهايتكم وزوالكم، وتحرير الأرض وتطهيرها من دنسكم مهزومين.
وإنّا في يمن الإيمان والحكمة لماضون في معركة الجهاد المقدس والفتح الموعود، نقاتلكم ونساند غزة جهاداً في سبيل الله ونصرة للمستضعفين، ونحن في ذات الوقت نتهيأ للزحف إلى القدس والأقصى وأرض فلسطين، لنستأصل شأفتكم ونخرجكم منها وأنتم أذلة صاغرون راكعون، فانتظروا إنا معكم منتظرون.
وأما عن حشود النفاق التي تعدونها لاستهدافنا، فضلاً عن أدواتكم ومرتزقتكم وعملائكم في الداخل، الذين أوعزتم إليهم انتهاز احتفالات الشعب اليمني في المناسبات الوطنية، وخصوصاً في العيد الوطني لثورة 26 من سبتمبر المجيدة، لإثارة المشاكل والقلاقل، فمصيرها الفشل والخسران.
وكما ذهبت مئات المليارات من الدولارات التي أنفقتها قوى البغي والطغيان في الحرب علينا هباءً منثوراً، فستنفقون أموالاً مضاعفة لن تغني عنكم من الله شيئاً، وحتماً ستكون عليكم حسرة ثم تغلبون.
وما الله بغافل عما تعملون، والعاقبة للمتقين، وبشر الصابرين. والحمد لله رب العالمين.