صمتُكم عن الحسين.. يتكرّر بوجه فلسطين.. والنتيجة تمكينُ الطُّغاة!

  الإمام الحسين عليه السلام لم يكن شخصًا منفصلًا عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، بل كان قطعةً منه، وروحًا امتدّت من روحه، وموقفًا متجذرًا في رسالته. هذا الارتباط لم يكن ارتباطًا عاطفيًا مُجَـرّدًا، بل ارتباطًا بنيويًا عميقًا، عبّر عنه النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- بقوله: «حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينًا»، وهو قول يختصر أسمى درجات الاتّحاد بين الروح النبوية والامتداد الرسالي. فحركة ...

قادمون يا «طهران»..

  هل تعلمون ما أقوى وأخطر وأفتك سلاح كشف عنه «الإيرانيون» وفاجأوا به العدوَّين «الأمريكي والصهيوني» خلال حرب الاثني عشر يومًا..؟! السلاح الذي لولاه، لما تمكّن «الإيرانيون» من أن يفشلوا مخطّطاتِ الأعداء ويسقطوا رهاناتهم، أَو أن يحسموا المعركة لصالحهم بهذه السرعة.. بصراحة، لم يكن صاروخ «فتَّاح» ولا صاروخ «خيبر».. ولا حتى صاروخ «خرمشهر» الفتاك.. أقوى وأخطر...

الإمام الحسين وصرخةُ الضمير الحي.. من كربلاء إلى غزة

  كربلاء ستبقى الميزان، وغزة هي الامتحان، والصمت اليوم خيانة كما كان بالأمس، والموقف الحق باقٍ، لا يزول. في العاشر من محرّم، يُعاد مشهد الألم والدم والتخاذل… يُعاد مشهد كربلاء في كُـلّ زمن، وتتجدد صرخة الإمام الحسين عليه السلام: "هيهات منا الذلة". استُشهد سبط النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، الحسين بن علي، مظلومًا، عطشانَ، محاصَرًا مع أهل بيته ورفاقه، لا لذنب اقترفوه، بل لأنهم رفضوا بيعةَ الطاغية يزيد بن معاوية...

المؤامرة الكبرى لتصفية القضية الفلسطينية

  في هذا الزمن الذي تتسارع فيه الأحداث، تتكشف مؤامرة كبرى تستهدف جوهر الوجود الفلسطيني، متجاوزةً كل الخطوط الحمراء والقيم الإنسانية. إنها ليست مجرد محاولة لإدارة صراع، بل هي عملية ممنهجة لتصفية القضية الفلسطينية. ويسعى العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي إلى تحويله قطاع غزة إلى منطقة غير صالحة للعيش. منذ السابع من أكتوبر 2023، لم يدّخر العدو الإسرائيلي جهداً في قصف وتدمير مقومات الحياة في غزة، وارتكاب جرائم إبادة جماعية. ورغم كل ذلك، لا ي...

حين تصيرُ البصيرةَ جُرحًا... وتمشي بها نحوَ الله

  في هذا الزمن المليء بالصخب والخِذلان قد تستيقظ صباحا لتشاهد من نافذتك سماء ملبَّدة بالكذب، وواقعًا يصفِّقُ للجلاد، ويبصقُ على الضحية. تفتح هاتفك فتنهال عليك صور الشهداء من غزة، ودماء الأطفال في الخيام، وتسمع عن حصار، وخذلان، وخيانة عربية توقّع بمداد النفط والعار. تنظر من حولك، فتجد أن الحق يحاصَر، والمظلوم ينسى، والطغاة يصفق لهم في المحافل، ويحتفى بهم في الشاشات. في هذا الوقت… يشعر المؤمن أن قلبه يتمزق، وأن البصيرة ليست ...

كربلاء لا تزالُ تنبض.. والحسين لا يزالُ يقود

  يحمل لنا شهر محرّم الحرام ليس مُجَـرّد زمنٍ في التقويم الهجري، بل لحظةً تهزّ الوجدان، وتوقظ الذاكرة من سُباتِها الطويل، إنّه موسمٌ لتجديد الولاء واستحضار الموقف، حَيثُ تطلُّ علينا ذكرى أليمة وفاجعة كبيرة لم تبرح آثارها أرواح الأحرار، ولم تخبُ شعلتها في ضمير الأُمَّــة، منذ وقعت وإلى هذا الزمن. هي ذكرى كربلاء، ومأساة عاشوراء، واستشهاد سبط رسول الله الإمام الحسين -عليه السلام-، ذكرى ليست محصورةً في ماضٍ بعيد، بل هي حيّةٌ نابضةٌ تتكرّر ...

الخيل والبغال والحمير

  ورد ذكر هذه الدواب وفائدتها واستخداماتها في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً، وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾، وهو المنزَّلُ من الله الخبير العليم على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد -صلوات الله عليه وعلى آله-، الذي اختاره اللهُ من أُمَّـة العرب؛ تكريمًا لها على سائر الأمم، لتكون حاضنةً لرسالته الخاتمة للرسالات السماوية، وأنزل الله -سُبحانَه وتعالى- القرآن الكريم بُلغتها؛ رف...

رسـالة أُمنية..

  لا شك أن ما حدث في «إيران» من اختراق أمني كبير وخطير، ومن قبل في «لبنان» مع «حزب الله»، يضعنا اليوم هنا في اليمن أمام تحد كبير يحتم علينا العمل بجد واجتهاد لضمان عدم تكرار أَو إمْكَانية حدوث ذلك.. أجزم أن «العدوّ الصهيوني»، ومنذ اللحظة الأولى، لبدء سريان وقف إطلاق النار مع «إيران»، قد عمل على توجيه جل نشاطه الاستخباراتي وأعماله التجسسية نحو «اليمن»، في محاولة منه...

سلاح الوقت.. مقارنة بين وعي الأمة الإسلامية وباقي الأمم

  في زمنٍ صار فيه العمر يُقاس بالدقائق، لا بالأعوام فقط، تُثبت الأمم المتقدمة أنها تدرك جوهر الوقت أكثر من إدراكها لأي موردٍ آخر، إنها تقيس تقدمها بمدى قدرتها على تحويل الزمن إلى قيمة مضافة ومكاسب ملموسة، وفي المقابل، نجد أن الأمة الإسلامية – رغم ميراثها الحضاري ودعوتها المتكررة إلى اغتنام العمر، تعيش أزمةً صامتة في إدارة الوقت، أزمةً تتسلل إلى تفاصيل الحياة اليومية والفكرية والمؤسسية، فتقيد قدرتها على اللحاق بركب الأمم. لدى الأم...

فشلٌ أمريكي أمام إيران.. والتسريبات تشهد

  في تطور يكشف التحوّلات العميقة في موازين القوة بالمنطقة تكشّفت الاعترافات الغربية واحدة تلو الأُخرى عن فشل الهجمات الأمريكية والإسرائيلية في تدمير البرنامج النووي الإيراني. تصريحات متقطعة وتقارير استخبارية مُسرّبة بل وحتى تلميحات على لسان مسؤولين باتت تشكّل مشهدًا متكاملًا: الضربات لم تحقّق أهدافها وإيران خرجت من الجولة أكثر تماسُكًا. وفي خضم هذه التطورات والتحولات كشفت تقارير إعلامية غربية بارزة أن الضربات الأمريكية التي استهدفت منش...

محمد فايع

كاتب يمني

سلاح حزب الله، صمام أمن وأمان للبنان والمنطقة

  ولهذه الاسباب وغيرها حزب الله لن يسلم سلاحة؟ بعد اكثر من أربعة أشهر على اعلان التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان و كيان العدو الإسرائيلي، ومع كل أسبوع يمضي منذ ذلك التاريخ ويسجل فيه اعتداء أو عدوان إسرائيلي جديد على لبنان، في جنوبه أو بقاعه أو ضاحيته ، يتأكد أكثر وبما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الاتفاق الذي تم برعاية أمريكية، فاقد للتوازن والتكافؤ بسب الخروقات كيان العدو إسرائيلي. من يعرف أيديولوجية حزب الله وطريقة مقاربته...

تمييزُ الخبيث من الطيّب.. سُنّةٌ كاشفة ومسار تحرّري

  في عالم تتقاطع فيه الشعارات مع المصالح، وتُستخدم فيه القضايا العادلة وقودًا لمشاريع خادعة، تبرز حاجةٌ ملحّة إلى ما يكشف الزيف من الصدق، ويُظهِرُ الأصيل من المزيف. وهذه الحاجة ليست جديدة، بل هي متجذّرة في وعي الإنسان منذ القدم، وقد بيّنها القرآن الكريم بوضوح في قوله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} – آل عمران 179. هذه ليست فقط سُنّة إلهية ...

د. فاضل الشرقي

باحث في الشؤون الدينية

هل طوفان الأقصى ورطة؟

  يحاول العدوُّ أن يجعلَ من عملية «طوفان الأقصى» عنوانًا للفشل والهزيمة، وسوءِ التدبير والتخطيط، وانتكاسة ما يسمى بالمحور، وأن ذلك َمُجَـرّد ورطة وفخٍّ وقعت فيه «حماس» وأوقعت معها كُـلَّ أحرار الأُمَّــة، وأن نتائجَ (الـ7) من أُكتوبر كانت لصالح كَيانِ الاحتلال الخبيث، بينما جلبت الويلَ والخرابَ والدمارَ على هذه الأُمَّــة وفي مقدمتها "حماس". يروِّجُ العدوُّ لهذه النظرية -ومن خلفه مأجوروه، وفريقٌ كبيرٌ ...

إيران من المواجهة إلى الانتصار.. تحوُّلٌ جديد يسحق تفوُّق الكيان الإسرائيلي وزيف السلاح الأمريكي

  بعد أن أُرغم العدوّ الإسرائيلي والأمريكي على إيقاف عدوانهم على إيران ومحاولة الخروج بماء الوجه من المواجهة، خُصُوصًا بعد افتضاح فشلهم المخزي في تحقيق الأهداف والغايات التي كانوا يطمحون بها؛ فقد لجأ العدوّ وبالمقدمة الأمريكي لوسائل الدعاية الإعلامية والترويج لما يسمِّيه النجاحَ الكاملَ في إضعاف إيران وتعطيل قدراتها النووية، لا سيما خلال ترويجه للضربة التي نفذتها القاذفات الأمريكية على المنشآت في محطة نطنز وأصفهان وفوردو. العالم يشاهد ...

شاشة الدروس الإلهية.. كيف يعلّمنا الله لنكونَ في مستوى المواجهة؟

  لم تكن الأحداث الكبرى التي نعيشها مُجَـرّد مشاهد عابرة على شاشة الواقع. بل دروسٌ إلهية تعرض علينا، يختبرُنا اللهُ من خلالها، ويعلّمنا، ويؤهِّلُنا، ويوقظُ فينا البصيرة. فاللهُ سبحانَه لا يمكِّنُ أُمَّـةً في الأرض حتى يبصِّرَها. ولا يضع السيفَ في يد قوم حتى يهيِّئهم. ويكشف لهم مواضع الضعف.. ومنافذ الاختراق.. ويريهم من أين تُؤتى الأُمَّــة، وأين يزرع العدوّ سمومَه، وكيف تكون الضربة في العمق… لا على السطح! إنه عرض م...

من أنصار الأمس إلى أنصار اليوم: روحُ الهجرة ونصرة الحق في يمن الإيمان

  تمثل الهجرة النبوية الشريفة نقطة تحول مفصلي في تاريخ الرسالة الإسلامية؛ إذ انتقل فيها الإسلام من واقع الاضطهاد والرفض في بيئة غير حاضنة، إلى أرض آمنت واحتضنت، ومهّدت لانطلاق المشروع الإسلامي في أبعاده الكبرى، سياسيًّا واجتماعيًّا وعقائديًّا. ومن بين أعظم ملامح هذا التحول، يبرز الدور التاريخي لليمنيين من الأوس والخزرج، الذين قدّموا للرسول -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- النصرة الصادقة، والإيواء الأمين، في وقت كانت ...

ترامب والناتو ومن استحوا ماتوا

د/ عبدالرحمن المختار انعقدت في المدينة الهولندية لاهاي، أمس، قمة حلف شمال الأطلسي الناتو، وكانت أهم مخرجات هذه القمة اتّفاق الدول الأعضاء في الحلف على زيادة نسبة الإنفاق على التسلح إلى 5 % من الناتج القومي لكل دولة، وهذه الزيادة ما كان لها أن ترتفع إلى هذا المستوى لولا "صميل" ترامب، الذي تمكّن من خلال إصراره وبكل بجاحة على انتزاع موافقة الدول الأُورُوبية الأعضاء في الحلف على زيادة إنفاقها على التسلح، لتصل قيمة هذه النسبة إلى ترليون د...

إيران.. بالنار كتبت الكلمةَ الأخيرة

  لم تكن موجات الصواريخ الست التي دوّت في سماء الشرق مُجَـرّد ردٍّ عابر، ولا حادثًا منفصلًا كما أرادت الدعاية الغربية أن تصوّر… بل كانت الخاتمة الصُّلبة لحربٍ حقيقية دامت اثني عشر يومًا، بدأها الكيان الصهيوني بعدوان جبان على إيران، فانتهت بضرباتٍ ناريةٍ أحكمت بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية إغلاق المشهد على طريقتها، وكتبت النهاية كما تشاء، لا كما يُراد لها. لقد ظنّ الكيان أنه قادر على المناورة، فباغت بعمليات استهداف سرّية وعدو...

غفور کریمي

كاتب ايراني

إيران اليوم.. بموقع المبادِر والمؤثر عالميًّا

  الولايات المتحدة الأمريكية ونظام الاحتلال الإسرائيلي دخلا في حرب مع إيران بالاستناد إلى تقييم أن الشعب سيتعرض لانهيار نفسي واجتماعي حال بدء الهجوم العسكري على الجمهورية الإسلامية الإيرانية. كانوا يعتقدون أن الضغط العسكري بإمْكَانه تحفيز الرأي العام ضد النظام، مما يؤدي إلى موجة من الاحتجاجات، ويدعم الشعب الإيراني الهجمات التي يشنها النظام الصهيوني. لكن هذا الحساب لم يتفق فقط مع الحقائق الموضوعية، بل فشل تمامًا. ردود فعل إيران المحسوبة...

جبهة الوعي في زمن الاختراق

  لم تكن الصدمة في الرقم، بل في الدلالة. عشرة آلاف طائرة مسيّرة ضُبطت في قلب إيران، لا في قواعد أجنبية ولا في صحارى بعيدة، بل في عمق البلاد، داخل حدود السيادة. ومن يقف وراءها؟ عملاء للكيان الصهيوني. لا مرتزِقة على الأطراف، بل خلايا نائمة، زرعتها الأيدي الإسرائيلية في خاصرة الأُمَّــة، تنتظر لحظة الصفر لتغدر بالداخل، قبل أن ينهض من تحت أنقاض الغارة الأولى. قد يظن البعض أن الأمر مُجَـرّد معلومة أمنية، أَو نجاح استخباراتي عابر. لكن الحقيق...