تقرير ||

الإرهاب المشروع:

يشخَّص الشهيد القائد الحالة المزرية التي وصلت إليها الأمة العربية والإسلامية، بان أصبحت في واقعها لا نعرف معاني مفردات اللغة العربية،

"كلمة (إرهاب) هي كلمة داخل كتاب عربي، عندما يقول الله سبحانه وتعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}(الأنفال: من الآية60) أصبحنا في واقعنا لا نعرف معاني مفرداتنا العربية، يطالب زعماء العرب الرئيس الأمريكي - وهو ليس عربي - أن تفسر سماحته وفضيلته مفردة عربية هي كلمة (إرهاب) أليس هذا هو السؤال الذي يتردد؟.

    بدل أن نتحدث عن الجهاد يتحدثون هم عن "الإرهاب"، يقول الشهيد القائد:

"...وإنني أقول: إن علينا أن نتحدث عن كلمة ؛ لأن كلمة هي الآن محارَبة بعينها، يُوضع ويرسخ بدلاً منها كلمة ، فإذا كان الله أراد من الجهاد أن تكون كلمة شرَّف بها ذلك الصراع الذي كان العرب يتعودون عليه، ألم يكن العرب متعودين فيما بينهم على القتال على التناحر؟. سمَا بالعرب لأن الإسلام جاء شرف للعرب {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}(الزخرف: من الآية44)".

ويضيف بالقول:

"يوم كان العرب فيما بينهم يثور بعضهم على بعض، يتناحرون فيما بينهم، يغزو بعضهم بعضاً، هاهو يعطيهم صراعاً من نوع آخر يسميه ، يجعله علماً على الذوبان في محبته {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه} هذا الجهاد المقدس، هذا المصطلح القرآني الهام، هذا المبدأ الذي ترتبط به عزة الأمة وكرامتها، وترتبط به حيوية القرآن والإسلام، يرتبط به وجود الأمة كلها وهويتها، هاهو يتعرض لأن يُبدّل، كما بُدّلنا نحن في واقعنا، قعدنا وهم من يتحركون في البحار، وهاهم يحولون الجهاد إلى كلمة تصبح سُبَّة نحن نرددها، ونحن نجعلها كلمة أمريكية تضفي الشرعية على أي ضربة أمريكية لأي جهة".

    ويؤكد الشهيد القائد بالقول:

ألم يقل الله سبحانه وتعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ}(التوبة: من الآية29) لمن هو هذا الخطاب؟. أليس للعرب والمسلمين؟ {قاتلوا} ما هو القتال في سبيل الله؟ أليس هو الجهاد؟، هاهو يقول للمسلمين إن الجهاد هو هكذا: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}(التوبة:29) هذا هو الجهاد.

الجهاد شرعية لنا نتحرك على أساسه في ضرب أولئك المفسدين، الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، وهم في واقعهم لا يحرمون ما حرم الله ورسوله، وهم لا يدينون دين الحق، إن من واجب الأمة أن تحاربهم، أن تقاتلهم أي أن تجاهدهم - والجهاد شرعية لهم هنا - حتى يعطي أولئك الجزية عن يدٍ وهم صاغرون. أليس الواقع يتغير الآن؟" (أنظر: الإرهاب والسلام).

وفي هذا الصدد، يتساءل الشهيد القائد:

"لماذا لا نرجع نحن إلى القرآن وإلى لغتنا لنعرف ما هي كلمة ؟ وما علاقتنا بها؟ وأمام من يجب أن يكون الناس إرهابيين؟ وما هو الإرهاب المشروع؟ وما هو الإرهاب الذي ليس بمشروع؟ حتى نحن كلنا مثقفونا وزعماءنا لم نجرؤ على أن نقاوم ذلك الانحراف في معنى هذه الكلمة أن نقاومه وأن نرسخ معناه القرآني. {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}(الأنفال: من الآية60)".

تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ:

    من قوله عزَّ وجلّ: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}، يبين أن كلمة "إرهاب" في القرآن الكريم: تعني أن على المسلمين أن يعدوا القوة بكل ما يستطيعون، وأن يلحظوا حتى الشكليات التي ستزرع في الأخير الهزيمة في نفس العدو، يقول:

 "كلمة في القرآن الكريم تعني أن على المسلمين أن يعدوا القوة بكل ما يستطيعون، بل وأن يلحظوا حتى الشكليات وأن يلحظوا حتى التي هي في الأخير ستزرع الهزيمة في نفس العدو {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} (الأنفال: من الآية60).

وفي سياق ذلك، يبين الشهيد القائد ما هو الإرهاب المشروع، حيث يؤكد بالقول:

"إن عليكم أيها المسلمون - هكذا يقول القرآن الكريم - إن عليكم أيها المؤمنون أن تعملوا بكل ما تستطيعون على أن ترهبوا أعداء الله، هذا هو الإرهاب المشروع، لكننا بدل أن نتحدث عن الإرهاب المشروع نحن من نسمع في وسائل الإعلام والزعماء، ونسمح بأن تتردد كلمة (إرهاب) بمعناها الأمريكي وليس بمعناها القرآني. أليس هذا من الغباء؟. أليس هذا من مظاهر تغير الأمور وتعكيس الحقائق؟.

إن علينا - أيها الإخوة - أن نتحدث دائماً عن الجهاد، حتى أولئك الذين ليس لديهم أي روح جهادية عليهم أن يتحدثوا عن كلمة (جهاد)؛ لأن كلمة في نفسها، كلمة في معناها هي تتعرض لحرب، أصبحنا نحن نُحارب كأشخاص، وتُحارب أرضنا كأرض، وتُحارب أفكارنا كأفكار، بل أصبحت الحرب تصل إلى مفرداتنا، أصبحت ألفاظنا حتى هي تُحارب، كل شيء من قِبَل أعدائنا يتوجه إلى حربنا في كل شيء في ساحتنا، إلينا شخصياً، إلى اقتصادنا، إلى ثقافتنا، إلى أخلاقنا، إلى قِيَمِنا، إلى لغتنا، إلى مصطلحاتنا القرآنية، إلى مصطلحاتنا العربية.

أن لا نسمح أن تتغير الأمور وأن تنعكس الحقائق إلى هذا الحد، فتغيب كلمة القرآنية، وتغيب كلمة القرآنية ليحل محلها كلمة الأمريكية.

وهذه الكلمة تعني أن كل من يتحرك بل كل من يصيح تحت وطأة أقدام اليهود سيسمى ، أن كل من يصيح غضباً لله ولدينه، غضباً لكتابه، غضباً للمستضعفين من عباده الكل سيسمون ، ومتى ما قيل عنك: أنك إرهابي؛ فإن هناك من يتحرك لينفذ ليعمل ضدك على أساس هذه الشرعية التي قد وُضِعَت من جديد".

ويؤكد بالقول:

"إن علينا - أيها الإخوة - أن نتحدث دائماً حتى لا نترك كلمة بمعناها الأمريكي أن تترسخ في بلادنا، أن تسيطر على أذهان الناس في بلادنا, أن تسبق إلى أذهان الناس، علينا أن نحارب أن تترسخ هذه الكلمة، لأن وراء ترسخها ماذا؟ وراء ترسخها تضحية بالدين, وتضحية بالكرامة وبالعزة وبكل شيء. حينئذٍ سيُضرب أي عالم من علمائنا سيقاد علماؤنا بأقدامهم إلى أعماق السجون، ثم يعذبون على أيدي خبراء اليهود، الذين يمتلكون أفتك وسائل التعذيب على أساس ماذا؟. . فيكون الناس جميعاً هم من أصبحوا يسلمون بأن كلمة هي كلمةٌ مَن أُطلقت عليه - بحق أو بغير حق - هو من يصبح أهلاً لأن يُنَفِّذ بحقه من؟ المسلمون أو من؟ الأمريكيون أو عملاؤهم ما يريدون عمله فيعذبون علماءنا.

وكل من يصرخ ليعيد الناس إلى العمل بكتاب الله هو أيضاً إرهابي، وكل من يدرس الناس في مدرسة علوم القران هو أيضاً عندهم إرهابي، أي كتاب يتحدث عن أن الأمة هذه عليها أن تعود إلى واجبها، أو تستشعر مسؤوليتها هو أيضاً إرهابي".

أولم نسمع جميعاً - أيها الإخوة - أنه عندما جاء المبعوث الأمريكي إلى اليمن، دار الحديث بينه وبين الرئيس حول (ضرورة التعاون على مكافحة الإرهاب، وجذور الإرهاب، ومنابع الإرهاب) هل تركوا مصطلحاً آخر لم يصلوا إليه؟ منابع الإرهاب، جذور الإرهاب هو القرآن الكريم على أساس معنى الكلمة, المعنى الأمريكي.

فهل نسمح لكلمة (جذور إرهاب، منابع الإرهاب) أن يكون معناها القرآن الكريم وعلماء الإسلام ومن يتحركون على أساس القرآن؟" (أنظر: الإرهاب والسلام).