موقع أنصار الله - متابعات – 29 ذو الحجة 1446هـ

أعلن النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، أن طهران لن تسمح مستقبلاً بأي مفاوضات حول موضوع تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، مشيرًا إلى أن البلاد دخلت مرحلة جديدة باتت فيها المعادلات الدولية والإقليمية مختلفة تمامًا، ولم تعد الدول الغربية قادرة على فرض شروطها السابقة.

وحسب وكالة تسنيم الدولية للأنباء قال عارف في تصريحات له اليوم الاربعاء خلال زيارة تفقدية مفاجئة إلى مراكز الطوارئ والجهات الخدمية التي شاركت في إدارة الأزمة خلال العدوان الصهيوني الأخير، إن "الدول الغربية باتت تدرك جيدًا أن العقوبات الجائرة التي فرضوها لم تعد فعالة، ولا يمكنهم بعد الآن التحدث عن التخصيب الصفري"، مضيفًا: "لن نسمح بأن يكون التخصيب موضوع مساومة بعد اليوم".

وأكد عارف أن ما شهدته البلاد خلال العدوان الأخير أثبت مرة أخرى عظمة وصمود الشعب الإيراني، مشيرا الى أن العدو سعى إلى تفجير الوضع الاجتماعي من الداخل، إلا أن تلاحم فئات المجتمع الإيراني أفشل هذا المخطط.

واشاد بدور المواطنين، ولا سيما سائقي الشاحنات، الذين بادروا إلى نقل السلع الأساسية مجانًا في أصعب اللحظات.مشددا على أن "التحرك الجماهيري والوحدة الوطنية في مواجهة العدوان شكّلا صفحة مشرقة جديدة في تاريخ الشعب الإيراني".

كما اكد أن العدو لم يكن يتوقع هذا الرد الشعبي، وأن هذه التجربة أظهرت قوة الردع الإيرانية سواء على المستوى الصاروخي أو في مواجهة الحصار.

وأشار عارف إلى أن إيران أظهرت خلال الحرب الأخيرة مع الكيان الصهيوني أن لديها قدرات استراتيجية متقدمة لم تكن متوقعة حتى من قِبل أعدائها، لافتًا إلى أن "الغرب اضطر للوساطة لفرض وقف إطلاق النار بعد الرد الإيراني على القواعد الأميركية في المنطقة".

وحذر عارف من أن العدو لن يلتزم الصمت بعد هذه الهزيمة، داعيًا إلى البقاء في حالة جاهزية دائمة. وأضاف: "التجربة أثبتت أن الاعتماد على وعود الغرب لا يجلب الأمن، لذا علينا أن نُبقي على استعدادنا الكامل، لا سيما في ظل اختلاف الظروف الحالية عن فترات سابقة".

وختم بالتشديد على أن استشهاد العلماء والقادة لن يُضعف إيران، بل يزيدها إصرارًا، قائلاً: "كل شهيد يخلفه جيل من الشباب المؤمن والواعي، وقد أثبتت مؤسسات الدولة، لا سيما في القطاع الأمني والدفاعي، أنها قادرة على سد أي فراغ وتنفيذ عمليات ناجحة خلال ساعات من التغيير القيادي، وهذا دليل على نضج التجربة الإيرانية وصلابتها".

وأكد عارف في ختام جولته أن الدولة ستواصل دعم المؤسسات الخدمية وتعزيز قدراتها، مشيرًا إلى تشكيل لجنة خاصة لإعادة الإعمار بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني.

يُذكر أن إيران هي عضو في مجموعة "بريكس" التي تضم عشر دول، وهي: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا، مصر، إثيوبيا، إندونيسيا، إيران، والإمارات العربية المتحدة.

وكان العدو الصهيوني شنّ في 13 يونيو/حزيران الجاري عدواناً عسكرياً جوياً واسعاً ضد مواقع إيرانية، استهدف  منشآت نووية وأماكن سكنيةـ وأسفر عن وقوع شهداء وجرحى.

من جهتها أطلقت الجمهورية الإسلامية عملية "الوعد الصادق 3" رداً على العدوان، حيث خلّفت الهجمات الصاروخية الإيرانية على الكيان الصهيونيدماراً واسعاً، وشملت الضربات الإيرانية أهدافاً حسّاسة ولا سيما في حيفا شمال فلسطين المحتلة وبئر السبع والنقب جنوبيّها.

كما استهدفت إيران قاعدة "العديد" في قطر بـهجوم صاروخي ضمن عملية "بشارة الفتح"، وذلك رداً على العدوان الأميركي الأخير الذي استهدف مواقع "فوردو" و"نطنز "وأصفهان النووية السلمية في إيران.