الشاعر/ معاذ الجنيد
بمَن بمحمدٍ أسرى وأوحى
بأنَّا سوف نأتي القدس فتحا
وأن كيان "إسرائيل" حتماً
على يدنا الكريمة سوف يُمحى
وهذا نحن شئنا أم أبينا
كرامٌ نكبحُ الأهوالَ كبحا
لأجل الله نقتحمُ الرزايا
ونقطعُ لُجَّةً النيران سبحا
نصرنا غزّةً فالبحرُ نارٌ
ولم تكُ مسرحياتٍ ومزحا
ونعلمُ أنها حربٌ ضروسٌ
ستحصُدُ بعضنا شُهدا وجرحى
وحاوَلَ ثنْيَنا الأذنابُ لَوماً
وبعضُ الأصدقاءِ أراد نُصحا
ونيلُ العزِّ يطلبُ تضحياتٍ
فمن رام اعتناق العزّ ضحّى
لغزّةَ شرِّفينا يا منايا
وفوق رؤوسنا يا قصفُ مَرْحى
فإن نُقتَلْ؛ فنحنُ نخوضُ حرباً
ولم نعقد مع اسرائيل صُلحا
فقُل للشامتين بنا كفاكم
جريمةُ تركِ غزة ليس تُمحى
ذَرُونا نحترق غضباً عليها
وذُرُّونا لها أرُزَاً وقمحا
تليقُ التضحياتُ بنا وإنَّا
نليقُ بها إذا خطبٌ ألحَّا
ويدري الله لا أشَراً خرجنا
ولا بطَراً، ولا لننالَ مدحا
ولكنَّا نرى وترونَ شعباً
يُبادُ وبلدةً بالقصف تُدحَى
أنقعُدُ عنهُ والقرآنُ يُتلى
على أسماعنا ليلاً وصبحا
أنقعُدُ والصغارُ تموتُ جوعاً
وصوتُ الأُمّهات ذوى وبَحَّا
وأقصانا يُدنَّسُ كل يومٍ
فيا يمنَ الرسول وُقِيتَ شُحَّا
إذا مرضى القلوبِ رضوا هواناً
فتلك جريمةٌ عند الأصِحَّا
نقولُ لناصِحٍ: لن تجنوا شيئاً
ألستَ ترى جنانَ الخُلد رِبحا
رضا الرحمن غايتُنا لهذا
نُصابُ ولا نرى في القرح قرحا
نُساندُ غزةً بحراً وجوَّاً
ونكدحُ في ابتغاءِ القوم كدحا
وأنتم تبحثون لنا مُصاباً
وتحتفلون صهينةً وقُبحا
تُظنون الجهادَ بيانَ شجبٍ
بلا أن تحملوا سيفاً ورُمحا
ولا أن تبذلوا عرَقاً وجُهداً
وأن تتقبَّلوا في الله جُرحا
وتعتبرون موقفكم حكيماً
صحيحاً، أخبرونا كيف صحَّا
جهادٌ مثلُ هذا لم تجئنا
به الآيات والآياتُ فُصحى
نُضحِّي حيثُ يجدُرُ أن نُضحِّي
ونبذُلُ أنفُساً في الله سمحا
دخلنا الحربَ ديناً واعتقاداً
وموقفنا بقلبِ النارِ أضحى
وتنتظرُ العوالمُ إن قُصِفنا
سيخفُتُ صوتُنا ويلينُ صفحا
مبادئُ شعبنا لا ميلَ عنها
أبعدَ دمائنا تبغون شرحا؟
ثِقي يا غزَّةَ الأحرارِ أنَّا
سنبقى دائماً سنداً و(رِزحا)
فهذا الشعبُ مثلُكِ لو تنحَّت
عن الأرضِ الجبالُ لما تنحَّى
لعمرُكِ لو تقطَّعَ من خِلافٍ
لجاءكِ زاحفاً رأساً وكشحا
فلستُم وحدكم صداً وزحفاً
ولستُم وحدكم شهدا وجرحى
بمَن بمحمدٍ أسرى وأوحى
بأنَّ سوف نأتي القدس فتحا
وأن كيان "إسرائيل" حتماً
على يدنا الكريمة سوف يُمحى