هي حكايةٌ سياسيَّةٌ ذاتُ أبعادٍ أخلاقيَّةٍ، وقيميَّةٍ، وإنسانيَّةٍ نتداولُها اليومَ؛ بوصفِها قضيَّةً يوميَّةً في وسائلِ الإعلام، وفي الحِواراتِ المُباشِرةِ بينَ الأفرادِ، والجماعاتِ، وحتى داخلَ الأسرةِ الواحِدةِ، ويبرزُ فيها انقسامُ الأشخاصِ، والجماعاتِ، حتَّى بينَ أفرادِ الأسرةِ الواحدةِ ذاتِها، ذلك الانقسامُ، والتَّمزُّقُ مردُّه إلى الآتي:

إمَّا أن يكُونَ مصدرُ الخلافِ، ومرجعُه حولَ تلك القضايا سياسيَّاً، أو دينيَّاً، أو مذهبيَّاً، أو ذاتَ طبيعةٍ تربويَّةٍ، أو ثقافيَّةٍ، أو نفسيَّةٍ، أو قد لا يكُونُ هُناك أيُّ سببٍ منطقيٍّ مُقنعٍ يجعلُ الجميعَ في حالةِ تكتُّلٍ، أو انقسامٍ، أو خِصامٍ، أو تناحُرٍ  قاتلٍ.

لكنْ، ومنَ الخِبرةِ الإنسانيَّةِ المُتراكِمةِ لدى الشُّعُوبِ، والأممِ، والجماعاتِ، والأفراد على اختلافِ أديانِهم، وأعراقِهم، ومذاهبِهم، وثقافاتِهم فإنَّ هُنالك أسساً ومبادئَ، ومفاهيمَ عامَّةً، ومُشتركةً قد تشكَّلتْ، وأجمع عليها النَّاسُ، والمُثقفُون، وصُولاً إلى المُفكِّرين، والفلاسِفة، أجمعُوا على تلك الثوابتِ، وحوَّلُوها إلى تعاليمَ ودرُوسٍ يعلِّمُونها الأبناءَ في المدارسِ، والمعاهدِ، وحتَّى الجامِعات، و تُثارُ حولَها نِقاشاتٌ، ومُجادلاتٌ، وسِجَالاتٌ فِكريَّةٌ حدَّ الاختلافِ في فَضَاءتٍ مُحدَّدةٍ، كالنَّدواتِ، والمُؤتمراتِ، والمراكزِ البحثيَّةِ، والثقافيَّةِ وغيرِها، وتتحوَّلُ بعدَ ذلك إلى منهجٍ مُوثّقٍ، ومُدوَّنٍ في كُتُبِ التَّأريخ، والمراجعِ الثقافيَّةِ، والفلسفيَّةِ لدى الشُّعُوبِ والأمم ، يعُودُون إليها؛ للاحتكامِ عندَ الخِلافِ، والاختلافِ التَّأريخيّ، والمرجعيّ، والأكاديميّ؛  لأنَّها وثيقةٌ رُصِدَتْ في عُهدةِ التَّأريخ كمرجعٍ للأمَّةِ كُلِّها، وكمصدرٍ موثُوقٍ، ومُوثّقٍ.

نحنُ - في اليمنِ التَّأريخيّ الحديثِ المُثخَنِ بالنُّدُوبِ والأوجاعِ، والجِراحِ الغَائرَةِ  - قد بُدِئَ صِراعُنا المُميتُ على السُّلطةِ مُنذ بُدِئتِ الثوراتُ اليمنيَّةُ الوطنيَّة في المحطَّاتِ الآتية :

 

* في 26 / سبتمبر 1962م ، ( الثورةُ اليمنيَّةُ الأولى؛ بقيادة الرَّئيسِ / عبدالله السَّلال مع مجمُوعةٍ من الضُّبَّاطِ اليمنيينَ الأحرار ).

* 14 / أكتُوبر / 1963م، (الثورةُ الشَّعبيَّةُ الجنُوبيَّة من جِبالِ ردفانَ الشَّمَّاء؛ بقيادةِ الشَّهيدِ البطلِ/ راجح بن غالب لبُوزة، بقيادةِ الجبهةِ القوميَّةِ لتحرير جنُوبِ اليمنِ المُحتلّ).

* 30 / نُوفمبر / 1967م (يومُ الجَلَاءِ الوطنيّ لآخر جُندي استعماريّ بريطانيّ مُحتلٍّ لمدينةِ عَدَن ).

* 22 / مايُو / 1990م، ( يومُ إعلانِ الوحدةِ اليمنيَّةِ المُباركة ).

* 7 / يُوليو / 1994م، (يومُ تثبيتِ الوحدةِ اليمنيَّة المُباركة).

* 18/ مارس / 2013م حتَّى 25 يناير 2014م، (فترةُ انعقادِ مُؤتمرِ الحِوار الوطنيّ الشَّامِل في الجُمهُوريَّة اليمنيَّة في مُنتجَعِ مُوفمبيك/ صنعاء  ).

* 21 / سبتمبر / 2014م، ( الثورةُ اليمنيَّة لأنصارِ اللهِ المُشتعِلَةِ من جبالِ مرَّانَ الشَّمَّاءِ  بمُحافظةِ صعدةَ؛ بقيادةِ الشَّهيدِ / حُسين بدرالدِّين الحُوثي ).

* 26 / مارس / 2015م، والمُستمرَّة حتَّى لحظةِ كتابتِنا هذه المقالةَ بتأريخ 8 يُوليو 2025م ( العُدوانُ الذي شنَّه تحالفُ العُدوانِ العربيّ الخليجيّ، بقيادةِ المملكةِ السُّعُوديَّة، تحتَ مُسمَّى عاصِفةِ الحزمِ ضدَّ الشَّعبِ اليمنيّ ).

 هذه السِّلسلةُ منَ المحطّاتِ التَّأريخيَّةِ الثوريَّةِ بتواريخِها، وأحداثِها، ومُنعطفاتِها، بحلوها ومُرِّها، والتي حفظها شعبُنا اليمنيُّ عن ظهرِ قلبٍ، وكُتبتْ مآثرُها في دفاترِ، وكراريسِ تلاميذِنا، وطُلّابِنا، وشُعرائنا، وحتَّى أدبائنا، ومُثقّفينا .

السُّؤالُ الصَّعبُ، والقاسِي، وشديدُ المَرَارةِ، كم هو عددُ الشُّهداءِ الأبرارِ الذين رَووا بدمائهمُ الزَّكيَّةِ تُربةَ اليمنِ الطَّاهِرة ، وأين سقطُوا، بل لنقلْ أين ارتقتْ أرواحُهُمُ الزَّكيَّةُ في السَّمَاواتِ العُلى عندَ خالقِهمُ الرَّؤوفِ الرَّحيمِ في هذه الرِّحلةِ المُضنيةِ من حياةِ شعبِنا، وكم هُمُ الضَّحايا الذين تضرَّرُوا من جرَّاءِ حُدُوثِها.

لكنَّها أصبحتْ أحداثاً مُوثقةً ثابتةً بتواريخِها، وشُخُوصِها، ورُموزِها، وأتباعِها، وأنصارِها، وأصبحتْ محفُوظةً راسِخةً في سِجلِ تأريخِ اليمن، وستبقى ذكرًى، ودُرُوساً مُهمَّةً، يعُودُ إليها الباحثُون الجادُّون، وطُلّابُ العِلمِ، والسِّياسةِ عندَ أوَّلِ سانحةٍ تسنحُ لهُم للكِتابةِ، أو التَّحليلِ، أو حتَّى للجدَلِ العِلميّ في أروقةِ الجامِعاتِ، والمعاهدِ المُتخصِّصةِ بتأريخِنا الحديث.

هذهِ التَّوطئةُ - التي سردتُها بعُجالةٍ - هي سرديَّةٌ مُستوحَاةٌ منَ الذَّاكرةِ؛ كي تكُونَ مُدخلاً طبيعيَّاً لموضُوعٍ مُهمٍّ قد شغلَ العديدَ منَ المُثقَّفينَ، والكُتَّابِ، وحتَّى السِّياسيينَ ، لكنَّ البعضَ من هؤلاءِ يتناولُونَ الأمرَ بشيءٍ منّ السَّطحيَّةِ، ورُبَّما السَّذاجةِ حينَما يُدافِعون بموقفِهُمُ السِّياسيّ اللحظيّ عن ذلك الواقعِ الذي أصبح مكشُوفاً عارياً لا تُغطّيه الأكاذيبُ، ولا الدِّيماغوجيَّةُ البلهاءُ، ولا يُمكنُ تغطيةُ عينِ الشَّمسِ بمُنخلٍ كما يقولُ المَثل.

دعُونا نلجْ في الموضُوعِ من بابِه السَّهلِ، والمُمكِنِ بإعدادِ مجمُوعةٍ منَ التَّساؤلاتِ المشرُوعةِ؛ كي تُقرَأ النَّتائجُ، والاستنتاجاتُ بشكلٍ عِلميٍّ، وموضُوعيٍّ بعيداً عنِ التَّشنُجِ، والتَّعصُّبِ الذي لا يُقدِّمُ، ولا يُؤخِّرُ في الأمرِ شيئاً.

* متى بُدِئ العُدوانُ السُّعوديُّ الإماراتيُّ، والخليجيُّ على المُدنِ اليمنيَّة ؟

* كم عددُ تلك الدُّولِ التي ساهمتْ في عُدوانِ عاصِفةِ الحزمِ على اليمن ؟ 

* ماهي النَّتائجُ المأساويَّةُ التي تعرَّضَ لها شعبُنا اليمنيُّ من جرَّاءِ ذلك العُدوانِ الوحشيّ حتَّى لحظةِ كتابتِنا هذه المقالةَ في يوم الثلاثاء، المُوافق  8  يُوليو  2025م.

إنَّ ما تعيشُه اليمنُ كُلُّها، ومدينةُ عَدَن على وجه الخُصُوصِ هي حالةٌ مأساويَّةٌ مُرعبةٌ ، حالةٌ ناتجةٌ منِ الآثارِ السَّلبيَّةِ المُدمِّرةِ،  والمُحزنةِ لذلك الصِّراع الحزبيّ بينَ الفُرقاءِ السِّياسيينَ، أو بسببِ آثارِ حربِ العُدوانِ على الجُمهُوريَّة اليمنيَّة الذي مازال مُستمرَّاً لأزيدَ من عشرِ سنواتٍ ونيّفٍ، هو عُدوانٌ غيرُ مُتكافِئٍ ، حربٌ شنَّتْه المملكةُ السُّعُوديَّةُ، ومشيخةُ الإمارات، ومعهُم لفيفٌ منَ الحُلفاءِ العربِ، والمُسلمينَ ضدَّ شعبٍ فقيرٍ، ودولةٍ مزَّقتْها الأزمةُ السِّياسيَّةُ التي عصفتْ بها في مطلعِ العامِ 2011م ،  مُضافاً إليها وضعُها المعيشيُّ، والسُّكانيُّ، والتَّنمويُّ الضَّعيفُ المُتراكمُ لعُقُودٍ منَ الزَّمان، ومُنذُ حُدُوثِ التَّمرُّدِ من قبلِ القوى الحزبيَّة اليمنيَّةِ غير المُشاركةِ في السُّلطةِ حينذَاك بقيادةِ حزبِ الإخوان المُسلمينَ - فرع اليمن والمُسمِّى ذاتَه ( التَّجمُّع اليمنيّ للإصلاح )، حينَما تجمَّعُوا، وتلفلفُوا من قوىً قبليَّةٍ، وشبابيَّةٍ، ومجاميعَ عاطِلةٍ عنِ العمل، وقُطَّاع طُرُقٍ، وشخصيَّاٍت سياسيَّةٍ، وشبابيَّةٍ مدفُوعةٍ منَ السَّفاراتِ الأجنبيَّة، وفي مُقدِّمتِها السَّفارةُ الأمريكيَّةُ ، ليتساكنُوا في خيمٍ وأكواخٍ، وصنادقَ في السَّاحةِ الأماميَّةِ لجامعةِ صنعاءَ في مطلع 2011م .

هذه الأوضاعُ المُعقَّدةُ يتذكَّرُها المُثقَّفُون اليمانيُّون كغيرِهم من أفرادِ شعبِنا اليمنيّ، وأسمتْهُمُ القنواتُ المُتلفَزَةُ الأجنبيَّةُ، والعربيَّة، وبالذاتِ شبكةُ قنواتِ الجزيرةِ القطريَّة، ومعها السَّفاراتُ الأمريكيَّةُ، والأوربيَّةُ، والخليجيَّةُ، والأجنبيَّة ، اسمُوهُم ( ثوَّارَ الرَّبيعِ العربيّ ).

تزامنتْ تلك الأحداثُ مع خُرُوجِ المُحتجّينَ في مدينةِ عَدَن بقيادةِ الإخوان المُسلمين، وجماعاتٍ منَ السِّياسيينَ الانفصاليينَ ذوي الجُذُورِ الفِكريَّةِ الاشتراكيَّة، والقومجيَّة، والمُجيَّشينَ منَ القوى والسَّفاراتِ الخارجيَّةِ العربيَّةِ، والأجنبيَّة ، وبمُشاركةِ مجاميعَ منَ الشَّبابِ، والشَّاباتِ التوَّاقينَ للتَّغييرِ إلى حياةٍ أفضلَ.

هكذا كانتْ صُورةُ الأحداثِ السِّياسيَّةِ في مطلع عام 2011م، وما تلاها من مُقترحاتِ المُبادَرَةِ الخليجيَّةِ، والدُّخُولِ في مرحلةِ الحِوارِ الوطنيّ الشَّاملِ، واشتراك كُلِّ القِوى السِّياسيَّة فيه، والخُرُوجِ بمُقترحاتٍ سياسيَّةٍ عامَّةٍ، وحُلُولٍ اجتماعيَّةٍ كادتْ أن تحلَّ المُعضلاتِ المُتراكِمةَ لسنواتٍ ، حتَّى جاء القرارُ الخادِعُ، والمُفاجِئُ لدُولِ العُدوانِ السُّعُوديّ، والإماراتيّ، والخليجيّ الأعْرَاَبِيّ بشكلٍ عامٍّ، باستثناءِ الأشقَّاءِ بسلطنةِ عُمَان ، قامُوا بشنِّ عُدوانٍ عسكريٍّ وحشيٍّ كاسِحٍ على مُعظمِ المُدُنِ اليمنيَّة في صبيحةِ يومِ الخميس، بتأريخ 26 مارس2015م.

هذا العُدوانُ الوحشيُّ على الجُمهُوريَّةِ اليمنيَّةِ، وعاصمتُها صنعاءُ تمَّتْ مُساندتُه سياسيَّاً، ودُبلوماسيَّاً، وإعلاميَّاً، ولوجُستيَّاً منَ العديدِ منَ الدُّولِ الأجنبيَّةِ الكُبرَى، وهي أميركا USA، بريطانيا، وفرنسا، ودُولُ حِلفِ شمالِ الأطلسيّ النَّاتُو، والتحقتْ به بعضُ الأحزابِ اليمنيَّةِ، ومجاميعَ منَ القوى السِّياسيَّةِ الحزبيَّةِ اليمنيَّة، وتحوَّلوا إلى مُرتزقةٍ تابعينَ، إمَّا للرَّياض، وأبوظبي، وإمَّا تابعينَ للدَّوحةِ، وأنقرة.

لقد كان، وما يزالُ محورُ قوى العُدوانِ الرئيسُ هي المملكةَ السُّعُوديَّةَ، ومشيخةَ الإماراتِ العربيَّة، هذا المحورُ تحمَّل ما نسبتَه 99% من أعباءِ، وتكاليفِ حربِ العُدوانِ منَ الناحيةِ الماليَّةِ، والعسكريَّة، والأمنيَّةِ ، وهُم مَن تقاسمَ الجُغرافيا، وتضاريسَها للمُحافظاتِ الجنُوبيَّةِ، والجُزُرِ اليمنيَّةِ التي قامُوا باحتلالِها بشكلٍ مُباشرٍ ، مُستخدِمينَ في هذا العُدوانِ عُملاءَهُم، ومُرتزقتِهم منَ اليمنيين.

لقد كانَ شِعارُ، وهدفُ عُدوانِهُمُ المُعلنِ والاعلاميّ على الجُمهُوريَّةِ اليمنيَّةِ بأنَّهُم سيعيدُون ( السُّلطةَ الشَّرعيَّةَ )؛ بقيادةِ  عبدربه منصور هادي إلى العاصمةِ اليمنيَّةِ صنعاء ، وسيعيدُونَ معه جميعَ أجهزةِ مُؤسَّساتِ الدَّولةِ اليمنيَّةِ إلى العاصمةِ اليمنيَّةِ صنعاء ، هكذا كان يُردَّدُ وبشكلٍ شبهِ يوميٍّ ناطقُهُمُ العسكريُّ الرَّسميُّ، وكذلك قياداتُهُمُ السِّياسيَّةُ في جميعِ نشراتِ الأخبار .

جميعُ اليمانيينَ يتذكَّرُونَ وعدَ القادةِ الأمراءِ الخليجيينَ بأنَّهُم سيحوِّلونَ مدينةَ عَدَن ،وهي العاصمةُ التجاريَّةُ والاقتصاديَّةُ للجمهوريَّةِ اليمنيَّةِ، سيحوِّلونها في غضونِ سنواتٍ معدُوداتٍ إلى عاصمةٍ مُؤقتةٍ للجمهوريَّةِ اليمنيَّةِ، وسيجعلون منها مدينةً عصريَّةً، و مُزدهِرةً أشبهَ بمدينةِ دُبي، أو جدة، أو الدَّوحة، أو أبوظبي ، ومازالَ أرشيفُ أخبارِ قنواتِهُمُ المُتلفزةِ، وصحفِهُمُ المكتُوبةِ، والمُوثَّقةِ تحملُ العديدَ من تلك الوعُودِ والأخبار !!! .

في تقديري أنَّ طبقةَ "الأنتلجنسيا" اليمنيَّةَِ، أو لنقلِ "الانتلجنسيا" العدنيةَ عليها مسؤوليَّاتٌ أخلاقيَّةٌ ودينيَّةٌ، وإنسانيَّةٌ تأريخيَّةٌ مُضاعفةٌ، وهُم يُشاهِدُونَ ما يحدثُ في مدينةِ عَدَن من عَسْفٍ واضطهادٍ وتنكيلٍ بالأهالي العدنيينَ ، والمُواطنينَ اليمنيينَ الزَّائرينَ لها ، وهُنا أقصدُ الطبقةَ المُثقَّفةَ المُتحرِّرةَ من قيُودِ المناطقيَّةِ والحزبيَّةِ والقرويَّةِ والشِّلليَّةِ المريضةِ، وحتَّى قيُودِ القبليَّةِ الضَّيقةِ؛ لأنَّ الطبقةَ المُثقَّفةَ هي الأكثرُ فهماً ووعياً، وإدراكاً لسرديَّةِ، وروايةِ، وحكايةِ الاحتلالِ والاستعمار ، أيَّاً كانتْ جنسيَّتُه وموطنُه، وديانتُه ، فالمُحتلُّ كمُستعمِرٍ جديدٍ ، لا يهمُّ المُواطنُ اليمنيُّ والعدنيُّ - الذي يقعُ تحتَ سطوتِه، واحتلالِه، واضطهادِه - ما لونُ بشرةِ ذلك المُحتلِّ، أو لونُ عينيهِ، أو طولُ قامتِه ، فالأمرُ بالنسبةِ لهُم سيَّانِ إن كانَ مُحتلَّاً أوروبيَّاً، أم عربيَّاً،أم آسيويَّاً، أم أفريقيَّاً، أم من أمريكا اللاتينيَّةِ، أم أبعدَ منهما.

نحنُ هُنا لا نُريدُ أن نأتيَ بتعريفٍ من خارجِ السِّياقِ القانونيّ اليمنيّ ، مَن هو المُحتلُّ الجديدُ ؟ الذي بسط على جُزءٍ منَ الأرضِ اليمنيَّةِ، وناقض بذلك الفعلِ نصَّاً واضحاً في دُستُورِ الجمهوريَّةِ اليمنيَّةِ، وما هو حُكمُ القانونِ اليمنيِّ؟ الذي يُعاقبُ به كُلُّ يمنيٍّ إن كانَ بمُفردِه، أو مثَّل قوَّةً سياسيَّةً، أو حزبيَّةً، أو تكتُّلاً قبليَّاً، أو مناطقيَّاً ، سهَّلتْ، و تعاونتْ مع المُحتلِّ الجديدِ للأرضِ اليمنيَّةِ، سيتعرَّضُ لنصِّ المادَّةِ التي تُشيرُ إلى كُلِّ ارتكبَ الخيانةَ العُظمى ضدَّ بلدِه اليمن.

هذا النصُّ القانونيُّ الدُّستُوريُّ سيفهمُه بوضُوحٍ تامٍّ جميعُ المُنتسبينَ إلى طبقةِ "الانتلجنسيا" فحسب، أمَّا المُواطنون البُسطاءُ جُلُّهُم ينخدعُون بالشِّعاراتِ البرَّاقةِ، والكاذبةِ، والمسمُومةِ التي حاكها الأعداءُ، وهُم يشنُّون حربَ العُدوانِ عَلَى بلدِنا اليمنِ العظيم.

وهُنا أودُّ أن أذكِّرَ القارئَ اللبيبَ بأنَّ الاحتلالَ البريطانيَّ دام قُرابةَ 129 سنةً ، مُنذُ أن أنزل القائدُ العسكريُّ البريطانيُّ / الكابتن "هنس" سلالمَ سُفنِه الحربيَّةِ على سواحلِ مدينةِ كريتر، وضَفافِ جزيرةِ صيرةَ، بتأريخ 19 يناير 1839م ، ومُنذ اللحظةِ الأولي لإنزالِ أوَّلِ جُنديٍّ بريطانيٍّ على أرضِ عَدَن الطَّاهرة، وتُربةِ اليمنِ العظيمةِ قاومتْ طلائعُ الشَّعبِ اليمنيِّ ذلك الاحتلالَ والإنزالَ ، وكُتُبُ التاريخِ تُذكِّرُنا بالمُقاتلينَ من قبائلِ العَقَاربِ، وقبائلِ العبدلي، والصُّبيحي، و قبائلِ العزيبة، والعوالق، والفضلي، واليافعي، والحوشبي، والعلوي ، هبَّ جميعُهُم يقاتلونَ الكابتن "هنس" وجحافلَه ، واستمرَّتْ مُقاومةُ القبائلِ اليمنيَّةِ لهُم، ولاحتلالِهم أكثرَ من مائةِ عامٍ ونيِّفٍ.

ويذكِّرُنا التأريخُ الحيُّ بأنَّ الرَّعيلَ الأوَّل َمن طبقةِ "الانتلجنسيا" العدنيَّةِ واليمنيَّةِ ، و مُنذُ مطلعِ خمسينيَّاتِ القرنِ العشرينَ تُذكِّرُنا بأسماءِ المُثقَّفينَ العدنيينَ اليمنيينَ الكِبارِ الذين سطرُوا ملاحمَ ثقافيَّةً ونقابيَّةً، وحزبيَّةً مُهمَّةً ، وهُم مَن سطرُوا مواقفَ ثوريَّةً ملحميَّةً بُطوليَّةً شجاعةً ضدَّ المُحتلِّ البريطانيّ في عَدَن، ومازلنا نُعاتبُ بقسوةٍ شديدةٍ أبناءَ وأحفادَ الأشخاصِ الذين وقفوا عونا، وسنداً  للمُحتلِّ البريطانيّ طيلةَ حُكمِه مدينةَ عَدَن ،والسَّلطناتِ والمشيخاتِ في عُمُومِ جَنَبَاتِ الوطنِ اليمنيِّ .

دعُونا نُفتِّشْ في الذاكرةِ الوطنيَّةِ اليمنيَّةِ، وبعُجالةٍ حصيفةٍ، عَلَى عددٍ من رمُوزِ، وأسماءِ المُثقَّفينَ المُناضلينَ الذينَ أرسوا المداميكَ الأولى للفكرِ المُقاومِ المُعادي للاستعمارِ البريطانيّ المُحتلِّ لجنوبِ الوطنِ، أبرزُهُم الآتيةُ أسماؤهم :

المُفكِّرُ / أنيس حسن يحيى "أبو باسل ، الفقيدُ / نصر ناصر علي اليافعي ، السَّفير ُ/ الحبيب / عبدالوكيل بن إسماعيل بن مُحيي الدِّين السُّرُوري ، السَّفيرُ / حسن علي عليوه ، الفقيدُ / عبدالله فاضل فارع "أبو مازن" ، المُؤرِّخُ / سُلطان ناجي "أبو يزن" ، الفقيدُ / علي أحمد السَّلامي من مُؤسِّسي حركةِ القوميينَ العربِ في اليمن ، الفقيدةُ / نجوى مكَّاوي ، البرفيسُورة/ سُعاد عُثمان يافعي ، المُناضِلةُ / أم الخير أحمد حيدرة العقربي ، البرفيسُورة/ أسمهان العلس ، الفقيدةُ / عائدة علي سعيد يافعي ، المُناضِلةُ / رضيَّة أحسان الله ، المُناضِلةُ / سعيدة جُرجُرة ، المُناضِلةُ / فتحية مُحمَّد عبدالله ، المُناضِلةُ / خديجة قاسم ، الدُّكتُور / حسن أحمد السَّلامي ، الشَّهيدُ/ صالح أحمد يسلم بن حبتُور ، الفقيدُ سُلطان أحمد عُمر ، المُفكِّرُ اليساريُّ / عبدالله عبدالرزاق باذيب ، والمُفكِّرُ / علي عبدالرزاق باذيب ، البرفيسُور/ مُحمَّد جعفر زين السَّقَّاف ، الدُّكتُور الحبيبُ / مُحمَّد علي البار ، والشَّهيدُ المُهندسُ / مُحمَّد عوض أحمد بن حبتُور ، الفقيدُ / مُحمَّد علي باشراحيل ، الفقيدُ الحبيبُ / مُحمَّد علي الجفري ، الحبيبُ / سالم عُمر الصَّافي ، الفقيدُ  النقابيُّ / مُحمَّد ة مِسواط الحبَّاني" أبو خالد" ، الشَّهيدُ/ علي عبدالعليم بانافع ، الفقيدُ / فضل مُحسن عبدالله اليافعي ، الشَّهيدُ/ أحمد سالم الحَنَكِي ، العلَّامةُ/ مُحمَّد سالم البيحاني ، ، الشَّهيدُ المُقدَّمُ / عُمر أحمد جسَّار ، والفقيدُ / عبدالله سالم الخضر باهُميل الهِلالي ، والفقيدُ / حامد أحمد لملس الخليفي، والفقيدُ اللواءُ / علي مُحمَّد الطمبَّالة العولقي، والعلَّامةُ الفقيدُ / علي صالح باهُميل الهِلالي البروفيسُور/ سالم عُمر بُكير ، الدُّكتُور الفقيدُ / عبدالله الخامري ، المُناضلُ/ أحمد مُحمَّد قعطبي ، الشَّهيدُ/ قحطان مُحمَّد الشَّعبي والشَّهيدُ / فيصل عبداللطيف الشَّعبي ، والشَّهيدُ / سالم رُبيِّع علي ( سالمين ) ، وفخامةُ الرَّئيسِ/ علي ناصر مُحمَّد ، الشَّهيدُ/ عبدالفتَّاح إسماعيل الجوفي ، الأستاذ / مُحمَّد سعيد عبدالله الشَّرجبي ، والشَّهيدُ/ صالح مُصلح قاسم ، والشَّهيدُ/ علي أحمد ناصر ( عنتر ) ، الفقيدُ / علي صالح عُباد ( مُقبل ) الشَّهيدُ/ مُحمَّد صالح عولقي ، الفقيدُ/ أحمد مُساعد حُسين العولقي ، الفقيدُ / سعيد باخُبيرة ، الحبيبُ/ عبدالله صالح البار ، الفقيدُ/ مُحمَّد أحمد سلمان الوالي ، المُفكِّرُ / مُحمَّد أحمد جُرهُوم ، اللواءُ / أحمد علي مُحسن لحول ، والفقيدُ  الشَّاعرُ / أحمد مُحمَّد بامعبد ، الشَّهيدُ الشَّاعرُ / علي مهدي الشِّنواح . المُناضِلُ / مُحمَّد سالم باسُندوة ، الفقيدُ المُناضِلُ / عبدالقوي مكَّاوي ، الفقيدُ / أحمد مُحمَّد الحُبيشي ، والمُناضِلُ / عبدالله أحمد غانم ، والدُّكتُور الفقيدُ / مُحمَّد علي الشَّهاري ، والفقيدُ / عُمر الجاوي السَّقَّاف ، الشَّهيدُ/ مُحمَّد صالح مُطيع ، اللواءُ علي منصُور رشيد ، اللواءُ / عبدالله علي عليوه ، أحمد ناصر الحماطي ، جمال الخطيب ، الأستاذ / مُحمَّد عبدالقوي اليافعي ، المُناضِلُ الشَّاعرُ / الفنَّانُ / مُحمَّد مُحسن عطرُوش ، والفنَّانُ المُؤرِّخ / مُحمَّد مُرشد ناجي ، الشَّيخُ/ عبدالعزيز بن عبدالحميد المُفلحي ، الفقيدُ/ محمود عبدالله العراسي ، الشهيد / هادي أحمد ناصر العولقي ، الشَّهيدُ/ علي شائع هادي ، الدُّكتُور/ جعفر الخامري ، الفقيدُ/ عبدالله مشنق باعوضة ، الشَّهيدُ/ علي حُسين القاضي ، الفقيدُ / شَيخان سالم الحِبشي ، الفقيدُ/ عبدالله عبدالمجيد الأصنج ، الفقيدُ/ البرفيسُور/ أحمد صالح مُنصَّر ، الفقيدُ/ فريد بركات ،الفقيدُ/ الشَّاعرُ / مُحمَّد سعيد جرادة ، الفقيدُ الشَّاعرُ / أدريس حنبلة ، الفقيدُ/ أبوبكر مُحمَّد شفيق ، الفقيدُ/ عبدالله علي العصَّار ، الفقيدُ البرفيسُور/ عبدالمجيد عبدالله عراسي ، الفقيدُ/ علي سالم علي عبده ، الفقيدُ خليفة عبدالله خليفة ، الفقيدُ/ أحمد الخضر زعبل ، الفقيدُ الشَّاعرُ / لطفي جعفر أمان ، المُناضِلُ/ عبدالغني عبدالقادر الشََيباني ، الفقيدُ / ناجي سالم بريك ، الشَّهيدُ/ زكي بركات ، الفقيدُ/ نجيب مُحمَّد إبراهيم ، الشَّهيدُ/ مُحمَّد د ناجي بريك ، المُناضِلُ/فؤاد عبدالمجيد الجوهري ، المُناضِلُ/ مُحمَّد عبدالمجيد الجوهري ، الفقيدُ/ ناصر مُحمَّد عزَّاني ، الفقيدُ / أحمد عبدالقادر بانافع.

هؤلاءِ الأبطالُ اليمانيُّونَ هُم جُزءٌ يسيرٌ من طبقةِ "الانتلجنسيا" العدنيةِ اليمنيَّةِ التي حاربتْ وقاومتِ الاحتلالَ البريطانيَّ مع ركائزِه وقواه إبَّانَ سيطرتِه على مدينةِ عَدَن ،ومحميَّاتِها الشَّرقيَّةِ والغربيَّةِ كما كانتْ تُسمَّى، وهناكَ أرتالٌ عديدةٌ من هذهِ الطبقةِ لم نستطعْ إيرادَها؛ لضعف التوثيق وغيابِ المعلوماتِ للأسف ، وهي مُهمَّةٌ قادمةٌ وأصيلةٌ للمُؤسَّساتِ الأكاديميةِ والبحثيةِ والتوثيقيةِ في الحفاظِ على تأريخِ هؤلاء المثقفين والمُناضلين والعُلماء، الأبطالِ الأحرار المُجاهِدين.

لكنْ، ونحنُ بصددِ الدِّفاع عن مثلِ هؤلاءِ المُثقَّفينَ العَدَانيَة، واليمنيينَ الذينَ كان لهُم شرفُ الدِّفاعِ عن أحرارِ اليمنِ، وتُربتِها الطَّاهِرة، ومَن كان لهُم دورٌ كبيرٌ في مُقارعةِ الاستعمارِ البريطانيّ المُحتلّ جُزءاً من يمنِنا الغالي، وفي الوقتِ ذاتِه، نحنُ بصددِ الدِّفاع عنِ المُثقَّفينَ الذين ما زالوا أحياءً يعيشُون الآنَ بينَنا، وفي حاراتِنا، وشوارعِنا، ومُدنِنا، وقُرانا، نُساعدُهُم في إبعادِ الغَشَاوةِ عن عُيونِهم، أو يستيقظون من سُباتِهم الذي دام أزيدَ من عشرِ سنواتٍ، ونحنُ نُكرِّرُ للقاصِي، والدَّاني في مقالاتِنا، وخطاباتِنا، وحِواراتِنا، وتصريحاتِنا، ونقلِ موقفِنا عبرَ جميع وسائل الإعلام بأنَّ وضعَ مُدنِنا الجنُوبيَّةِ، هو أشبهُ بما كان يحدثُ في زمنِ الاحتلالِ البريطانيّ لعَدَن، ونُكرِّرُ التَّذكيرَ للجميع بأنَّ ما يحدثُ اليومَ في مدينةِ عَدَن، والمُحافظاتِ الواقعةِ تحتَ الاحتلالِ الجديد، هو أسوأ بكثيرٍ ممَّا كان عليه الوضعُ في زمن الاحتلالِ البريطانيّ القديم.

ألَا ترونَ معي يا سادةُ، يا كِرامُ بأنَّ المُمارساتِ التَّعسُّفيَّةَ المُتوحِّشةَ الصَّادِرةَ من قِبلِ السُّلطاتِ المُسيطرةِ والمُهيمنةِ على القرار من مُمثلي المملكةِ السُّعُوديَّة، ومشيخةِ الإمارات المُتحدةِ الذين يُمارسُون أبشعَ الأعمالِ ضدَّ أمَّةِ، و عُلماءِ الدِّين الإسلاميّ، وكذا لبعضِ الشَّخصيَّاتِ الاجتماعيَّة بأنَّها مُمارساتٌ مُهينةٌ للإنسانِ اليمنيّ ، وأصبحتِ الحياةُ في عَدَن نمُوذجاً مُعلناً ، أصبحتْ حياةً لا تُطاقُ، من حيثُ نقصِ الخِدْماتِ العامَّةِ من كهرباء ، ومياهِ شُربٍ، وصرفٍ صحيٍّ ، وسُقُوطِ، وانهيار العُملةِ المحليَّة اليمنيَّة، وانعدامِ الأمنِ والسَّكينةِ، والأمثلةُ أصبحتْ مُعلنةً في وسائلِ الإعلامِ المُختلفة.

السُّؤالُ الجادُّ ؟ أين ذهبتْ وعودُ ( الأشقَّاء ) المُحتلِّينَ الجُددِ الذينَ تقاسمُوا جُغرافيا جنُوب الوطن، وتقاسمُوا جُزرَها ، وتقاسمُوا ثرواتِها و و و .؟

لم نَعُدْ نسمعُ حتَّى مُجرَّدِ الهمسِ، أو الاحتجاج بإشارةِ الإصبع ، أو الاحتجاج بأضعفِ الايمان ، ولا بقليلٍ من رفع الصَّوتِ من قِبلِ طبقةِ "الانتلجنسيا" العَدَنيَّة اليمنيَّة، واسِعة الانتشار ضدَّ كُلِّ تلك المُمارساتِ المُذلّةِ للنَّاس، هل هُم راضُون عمَّا يحدثُ من فظائعَ ؟ أم أنَّهُم أُدخِلُوا في كُشُوفاتِ المُستحقَّاتِ الماليَّةِ التي تصفُها ماليَّةُ السُّعُوديَّةِ، أو الإماراتيَّة أسوةً بالجُنُودِ، والقادةِ العسكريينَ، والسِّياسيينَ الحزبيينَ، والإعلاميينَ الذين يحمُون، ويُباركُونَ، ويُهلِّلونُ لهذا العَسْفِ، والاضطهادِ، والتَّنكيلِ الذي يتعرَّضُ له المُواطنُ العدنيُّ اليمنيُّ البسيط !!!.

لاحِظُوا معي، كيف هو الفرقُ الشَّاسِعُ بينَ مُمارساتِ المُحتلِّ الأورُبيّ البريطاني قبلَ 30  نُوفمبر عامَ 1967م ، وقارِنُوها بمُمارساتِ المُحتلِّ الأعْرَابِيّ السُّعُوديّ / الإماراتيّ بعدَ 26  مارس 2015 م ، وستجدُونَ الفرقَ الشَّاسِعَ ، ولهذا فجرمُ الصَّمتِ، والسُّكُوتِ لن يغفرَها شعبُنا اليمنيُّ ، ولن نجدَ له غافِراً وسياسة (ما سيبي ) ، وما لي ( دخل ) لن يُسامحَكُم عليها التَّأريخُ طالَ الزَّمنُ أو قَصُر .

الخُلاصَة :

للتَّنبيهِ فحسب يا هؤلاءِ القوم ، فأن تكونَ من طبقةِ "الانتلجنسيا" فهذه وحدَها مسؤوليَّةٌ ثقيلةٌ، وعظيمةٌ تُثقلُ حاضرَكُم، وتأريخكُم ، وأن تصمتَ، وتسكتَ، وتتعامَى عن جرائمِ المُحتلّ الأعْرَابِيّ السُّعُوديّ / الإماراتيّ في شوارع، وضواحي، وأحياءِ مدينةِ عَدَن، وبقيَّةِ المُحافظاتِ الجنُوبيَّةِ، والشَّرقيَّة ، فتلك جريمةٌ مُضاعفةٌ، ومُركَّبةٌ ستُلاحقُكُم مدَى الدَّهر .

 

                                         "وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيْمٌ"

 

دولةُ البرُوفيسُور / عبدالعزيز صالح بن حبتُور

عُضو المجلسِ السِّياسيّ الأعلى في الجُمهُوريَّةِ اليمنيَّة / صنعاء .