"الحصار بالحصار".. قرارٌ يمني يتحدّى الصمتَ الدولي

  في مشهد يتكرّر منذ عقود، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية عدوانها الهمجي على قطاع غزة، وسط مجازر تُرتكب يوميًّا بحق المدنيين العزّل، في ظل صمت دولي مريب وعجز أممي مطبق. وبينما يرزح أكثر من مليوني فلسطيني تحت وطأة الحصار والجوع والدمار، جاءت الخطوة اليمنية كصرخة في وجه هذا الظلم المُستمرّ. القوات المسلحة اليمنية أعلنت قرارًا استراتيجيًا جريئًا: استهداف السفن التابعة للشركات التي تتعامل مع إسرائيل. خطوة عسكرية لم تأتِ من فراغ، بل انطلقت ...

نتنياهو يقول: لا مجاعة في غزة.. فليأكل الأطفال صورَهم إذًا؟!

  خرج المجرم بنيامين نتنياهو، بصفاقة منقطعة النظير، ليعلن أمام الإعلام والعالم: "لا توجد مجاعةٌ في غزة، ولا توجد سياسة تجويع، ونحن ملتزمون بأهداف الحرب!" وكأنّ مليونَي إنسان في غزة، ومعهم شرف الإنسانية، باتوا خارج الحسابات، وخارج البصر والبصيرة.   الكذبة التي لن تمر: إن ما قاله المجرم نتنياهو لا يمكن وصفه إلا بأنه أقصى درجات الوقاحة السياسية، ومحاولة فاشلة لتزييف الحقيقة، بينما أجساد الأطفال تذبل، وعيون الأُم...

شراكة الدم.. الشيطان الأكبر وقرنه وذيلُه تحالُفٌ ضد غزة

  تبرزُ قوى الشر بمؤامراتها المُستمرّة، حَيثُ تتلاقى المصالحُ غيرُ الأخلاقية للأنظمة العربية الرجعية مع الولايات المتحدة في دعمها الشيطاني للكيان الصهيوني. يمثّل هذا التحالف المقيتُ تكرارًا مأساويًّا للمسرحية ذاتها التي تُعرض منذ عقود على حساب دماء الشعب الفلسطيني المناضل في غزة. إن هذا المشهدَ الأليمَ يكشفُ يومًا بعد يوم عن مدى فداحة التواطؤ العربي مع الشيطان الأكبر، ويظهر كيف أن الأنظمة العربية، بدلًا من أن تكون منارة للحرية والعد...

هُدنةٌ كاذبة ومساعداتٌ مخادعة

  في مشهدٍ يعكس بشاعة الكيان الصهيوني وازدواجيته الإجرامية، تتكرّر الجريمة لكن بأقنعةٍ جديدة. هدنةٌ يُروَّج لها في الإعلام كنافذة للسلام ووقف إطلاق النار، لكنها في واقعها ليست سوى خدعة مدروسة لإعادة ترتيب آلة القتل، وتمرير جولة جديدة من الإبادة، بأُسلُـوب أكثر خداعًا ودموية. لقد أطلّ الاحتلال ومطبعيهِ هذه المرة بوجهٍ مخادع، مغلفٍ بمساعدات رمزية تُلقى جوًّا أَو عبر بضع شاحنات، في محاولة مكشوفة لتجميل صورة الجلاد أمام أعين العالم المتخم ...

الموت يخترق الحصون المتحَرّكة للعدو

  كانت الدبابة تتحَرّك ببطء، بثقة الحديد، في حيٍّ لم يبقَ فيه من البيوت سوى أطلالٌ مثقوبة. تطحن الأرض تحتها، وتبثّ الرعب في ما تبقّى من صدى الحياة. كان العدوّ يظنّ أن لا شيء يتحَرّك هناك سوى الغبار… وأنه بات يملك السيطرة على كُـلّ شبر من المكان. لكن تحت ركام الغارة التي سبقت استهدافها في غزة، وفي بقعةٍ لا يزال يتصاعد منها الغبار وأثار الدم لم تجف بعد… نهض رجل. لم تكن قيامته درامية، لم يفتح عينَيه على بطء، لم يتأكّـد إن...

أما آن لهذا العالَمِ أن يخجل؟!

  في زمن تتباهى فيه الأمم بحضارتها، وتملأ المؤتمرات والقمم عناوينها بالحديث عن "حقوق الإنسان" و"الكرامة البشرية"، تُذبح غزة جوعًا، في مشهد لا يترك مجالًا لأي ادِّعاء بالتحضر أَو الأخلاق. لم تعد غزة تُقصف فقط بالقنابل، بل تُجَوَّع حتى الموت، ويُترك أطفالها يذبلون أمام شاشات العالم، دون أن يتحَرّك ضمير أَو ترتجف يد، وكأن ما يحدث لا يعني البشرية في شيء. لقد أصبح الجوع في غزة سلاحًا أقسى من القنابل، وأشد فتكًا من الغارا...

لا تنشغلوا بالتفاصيل.. المعركة الحقيقية هناك

  في زمن الضجيج، تُفتعل القضايا وتُضخّم التفاصيل، ويُراد لنا أن نُشغل بأنفسنا، بخلافاتنا، وبما لا يغيّر شيئًا في معادلة الواقع سوى أنه يُبعدنا عن الحقيقة. يحدث هذا دائمًا حين تقترب الشعوب من جوهر المعركة، أَو تلامس وعيها الجمعي لحظة صدق. كم من قضية أُعيد طرحها بعد أن تجاوزها الزمن، لا لشيء إلا لتكون وسيلة تشتيت، ولتفتح أبواب الجدل العقيم، وتستهلك الوقت والذهن والطاقة؟ وكم من نقاش بدا في ظاهره جادًّا، لكنه في عمقه لم يكن أكثر من دخان...

غـزة.. بين مـوت المجاعة والإبادة

  حين تصمت منابر الدين، وتتلعثم الأفواه، وتتواطأ زعامات العرب مع الباطل… فاعلم أن الأُمَّــة تعيش أخطر مراحل انهيارها الأخلاقي والروحي. لم يعد هناك متسع للمواقف الرمادية؛ فإما موقف يرضي الله ويُكتب في صحائف العزة، أَو سقوط مدوٍّ في وحل الخيانة والعار. التاريخ لا يرحم، ومن يتخلف عن معركة الحق اليوم، ستلحقه لعنة الأجيال وغضب السماء غدًا. غـزة اليوم تحتضر، أرضًا وشعبًا. غزة اليوم بحاجة إلى إنعاش عاجل؛ بسَببِ كيان "صهيوني&qu...

إجرام تجاوز كل الحدود

  منذ 77 7 عاما لم يكن الأمر بحاجة لإدراك أننا نتعامل مع كائنات صهيونية ضالة، تعاني من تشوّه مزمن في إنسانيتها وأخلاقها. يتجلى ذلك في ممارستها حرب الإبادة بالسلاح وبالتجويع ضد شعب أعزل في غزة، وحين يقول أحد قادتهم "نحن نحارب كيانات على هيئة بشر ونتصرف وفقا لذلك" فإنه إنما يعكس طبيعة بيئته الشيطانية، وعقدة النفسية الناقصة التي لا تزال تلازمهم منذ انحرفوا فباءوا بغضب من الله. أدرك اليمن ذلك مبكرا فتعامل مع عصابة الاحتلال وفقا ل...

ما زاد الطين إلا بلّة..!

  الصورة النمطية التي كانت سائدة وعالقة في أذهان معظم الشعب اليمني إلى ما قبل بث قناة "العربية" لفيلمها الوثائقي أن الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح قد سقط مقاومًا ومدافعًا عن نفسه في وسط منزله.. أن يخرج نجلُه مدين صالح والمحيطون به وبوالده اليوم ويشطبون هذه الصورة كليًّا من أذهان الناس بـالقلم و«الأستيكة»، فهذا، في اعتقادي، قمة الحماقة والغباء..! ليس هذا فحسب.. بل، ويؤكّـدون على صحة رواية أنصار الله.. ...

غزّة تختنق جوعًا وعطشاً.. وحكّام وشعوب العرب يتفرّجون

  في قلب غزّة، اليوم تُطبق صور المجاعة بأبشع ما يكون، تحت مرأى ومسمع ملياري مسلمٍ يتباهون بأمجادهم، بينما اليوم يُسحقون أمام أول إمتحان حقيقي للضمير. غزّة اليوم بطنٌ فارغٌ وطفلٌ يرتجف على سرير مستشفى بلا دواء، وأمٌ تحدّق في كل شي علّها تجد فيه ما يسدُّ رمق صغيرها، كل هذا يجري بينما يُشعل حكّام الأنظمة العربية والإسلامية قصورهم بمليارات النفط، ويعدّون صفقات التجارة، ويشدّون الحراسة على حدودٍ لا تمرّ منها سوى قوافل الخذلان. اليوم يُقت...

هندسةُ الجريمة

  تعرَّضت منطقةُ الشرق الأوسط عُمُـومًا والمنطقةُ العربية خُصُوصًا ولا تزال تتعرَّضُ لمؤامرة أمريكية تهدفُ إلى تمزيقِ دُوَلِ هذه المنطقة ليتسنى لها فرضُ سطوتها على كُـلِّ أجزائها بعد التقسيم والاستحواذ على مواردها وثرواتها وتكونُ للكيان الصهيوني سيطرةٌ مطلقةٌ على هذه المنطقة بعد إشغال شعوبها بالصراعات البينية بين التقسيمات الجديدة. ولقد كانت قوى المقاومة في المنطقة هي العائقَ الوحيدَ أمام تنفيذ الإدارة الأمريكية لمشروعها الذي أعلنت عنه...

عندما تكون الضحية فلسطين.. يكونُ القاتلُ "مُحصَّنًا" دوليًّا

  منذ أن تأسَّس مجلس الأمن والأمم المتحدة، لم يعرف العالم أمنًا حقيقيًّا ولا وَحدةً إنسانية صادقة، بل باتت هذه المؤسّسات تمثّل قمة التناقض بين الاسم والوظيفة، وبين الشعارات والواقع. وفي كُـلّ مرة يكون فيها القاتل هو أمريكا أَو "إسرائيل"، والضحية هي فلسطين أَو أي شعب عربي أَو مسلم، تتعرّى المعايير، وتتبخر المبادئ، وينحصر دور تلك المؤسّسات في ثلاث وظائف أَسَاسية: التنظير، والتخدير، والتجميد، وربما التأييد غير المباشر للقاتل عبر...

"وَأَعِدُّوا".. استراتيجية القوة الشاملة في ضوء خطاب السيد القائد لإسقاط هيمنة العدو

  يتجدّد الأمر القرآني "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ" في كُـلّ مرحلة من مراحل صراعنا مع العدوّ الصهيوني، لكنه اليوم، وفي ضوء خطاب السيد القائد الأخير، يأخذ بعدًا استراتيجيًّا وعمقًا غير مسبوق في تحديد مسار الأُمَّــة نحو إسقاط هيمنة هذا الكيان الغاصب. فخطاب السيد القائد لم يكن مُجَـرّد تحليل سياسي، بل كان رؤية شاملة تُحدّد معالم استراتيجية متكاملة للتعامل مع واقع العدوّ المعقد والمتشابك. لقد أوضح السيد ال...

المتخاذلون أعداء للمجوَّعين

  على مدى عقود، يعاني سكان غزة من حصار خانق وظروف معيشية قاسية لا تُطاق. ومع مرور الزمن، تزداد الأوضاع تفاقمًا، وتُظهر كُـلّ عملية عسكرية أَو تصعيد من قبل الكيان الصهيوني حقيقة مؤلمة؛ حقيقة لم يكن يتصورها عربي أَو مسلم. فهناك من يتجاهل واجبه الديني والأخلاقي تجاه أهل غزة، ويلتزم الصمت حيال معاناة شعب يخضع للحصار والتجويع والقتل الجماعي، ويتعرض لأبشع صور القمع. إن التخاذل عن نجدة غزة لا يُعد موقفًا سلبيًّا فحسب، بل يشكل انحيازًا ل...

غزة..لا مصاب أكبر من خذلان الأمة

  لا جرم أن خذلان خير أمةٍ للناس أخرجت، وبخير دينٍ وخير كتابٍ وخير رسولٍ من الله أكرمت، إلا أن تكون لعهد الله وميثاقه نقضت، ولتوجيهاته خالفت.  فما ظنك بأمةٍ اختصها الله بنعمه فجحدت، وعلى أعقابها انقلبت، ولقرآنها هجرت، ولأعلامها حاربت، ولقضاياها خانت، وعن المستضعفين في غزة والضفة تخلت، ولمقدساتها تركت، وإلى أحضان أعدائها سارعت، ولهم تولت.  وحري بأمةٍ أولاها الله سبحانه وتعالى بكل مقومات القوة والعزة والمجد، وحباها بسننه ا...

اليمن ينتفض: مليونيات "لن نتهاون" تزلزلُ ميادينَ المحافظات نصرة لغزة

  في مشهد مهيب يقطع الأنفاس، لم تتحول العاصمة صنعاء وحدها إلى بحر متلاطم من الحشود البشرية المليونية، بل امتدت هذه المليونيات غير المسبوقة لتزلزل ميادين مختلف المحافظات اليمنية اليوم، تحت شعار "لن نتهاون أمام إبادة غزة واستباحة الأُمَّــة ومقدَّساتها". لقد عكست هذه المليونيات الضخمة، في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية، أعمق مستويات الغليان والوجع الذي يعتمل في قلوب الشعب اليمني العظيم، مؤكّـدةً ثباته وشجاعته ووقوفه الأ...

غزة تموت.. والعرب على موائد الصمت

  في الوقت الذي تُفرش فيه الموائد في العواصم العربية، عامرةً بما لذّ وطاب، وألوان الطعام تتنافس في الزينة والوفرة، يموت أطفال غزة جوعًا، وتعجز أُمهاتهم عن إرضاعهم بعدما أنهكهنّ العطش والجوع، وتفتك الأمراض بالشيوخ والمرضى في غياب الدواء والمستشفى، وتغتال الصواريخ الصهيونية كُـلّ شيء حي، بلا رحمة، وبلا مساءلة. كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من عالم أصم، لا يرى إلا ما يريد، ولا يتحَرّك إلا، حَيثُ تملي عليه مصالحه. والأدهى أن هذا العالم العربي...

أُمَّـةٌ تصلي بلا قلب.. وقبلتها واشنطن

  يا سائلي عن حالِ غزةَ، إنّ من البيانِ لَمَا يُبكي، ومن الحروفِ لَمَا يُحاكِمُ أُمَّـةً نطقتْ بغيرِ لسانِها، وسجدتْ على غيرِ قِبلتِها! أيّها القارئُ من وراءِ الزجاج، والمستدفئُ بأمان الجغرافيا، تعالَ أحدثْك عن غزةَ، حَيثُ لا لونَ للغروبِ إلا الدّم، ولا يَسكنُ في المهدِ إلا شهيدٌ مضى وآخر مؤجَّل معدم، ولا يُغنّي العصفورُ إلا مراثيَ اليتامى! فيا وجعَ اللغة!.. لقد صار الصمتُ عقيدةً دوليةً، تُفتي بها واشنطن وتُصلي خلفها الأمم، تُعطي نت...

راية العز في زمن العار الكبير

  اليمن سيدةٌ بشعبها وجيشها وقائدها وموقفها ونهجها.. بكل القراءات، من بين ملايين الشعب المحتشد بالأمس في الميادين كنا نراقب المشهد، حَيثُ امتزجت المشاعر بالدموع وَالغضب، في ظل مأساة المشهد، وقيود قطعان العرب التي تكبل اندفاعة الإسناد والنصرة. للصمت والتواطؤ أمام الأحداث الجسيمة كلفة كبيرة.. وأن بدا إن المواجهة مكلفة أكثر، الحياة معادلات كيمائية، لا نجاة فيها لمن كان قريبًا من الصفر في سلسلة التفاعل، وبقليل من الصبر، ستجدون مسار الأحداث...